السيدة نعمة على ركح مسرح الحمامات احاطت بها مجموعة من خيرة الاصوات التونسية من مختلف الاجيال السيدة سلاف -محسن الرايس- نورالدين الباجي-عبد الوهاب الحناشي-ليلى حجيج-نوال غشام-اية دغنوش-راقية ناصر-فؤاد بالشيخ- حسام زغدان- سفيان الزايدي وعازف الكمان البشير السالمي.
قدم الحفل ونشطه عبد الستار عمامو الذي كان يراوح بين الحديث عن مسيرة السيدة نعمة منذ مغادرتها قرية ازمور بالوطن القبلي واستقرارها بالعاصمة والتحاقها بالرشيدية وبين تقديم بعض الاغاني التي تداول على ادائها الفنانون بالاشتراك مع السيدة نعمة.
الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الاسود امنت بامتياز الجانب الموسيقي للحفل الذي بثته القناة الوطنية الاولى للتلفزيون التونسي مباشرة ورافقته صور من الارشيف التلفزي للسيدة نعمة منذ بداية مسيرتها بثت على شاشة عملاقة تم تركيزها خلف الفرقة الموسيقية.
من الادوار ك"حرمت بيك نعاسي" الى الاغاني المتداولة ك" هو الاسمر"-"ام القد طويلة"-يا زين الصحراء"- "حبيبي يا غالي"-"توسمت فيك الخير" وغيرها الى الثنائيات ك"فينك يا غالي" من رصيد يناهز السبعمائة اغنية استمتع الجمهور وغنى ورقص وهتف مرارا باسم مطربة تونس الاولى التي تفاعلت مع محبيها بالتعليق والضحك والتعليق.
السيدة نعمة كانت من حين الى اخر تتدخل لتروي تفاصيل ارتبطت بتاريخ مسيرتها وتفاصيل قصص بعض الاغاني التي ادتها في سياقات مختلفة وحفلاتها بالخارج وتفاعلت مع كل المطربين الذين ادوا اغانيها وشاركتهم في ادائها بصوتها الذي لم تغير السنين في رقته وحلاوته.
الحفل الذي حضره وزير الشؤون الثقافية في تونس، الدكتور محمد زين العابدين، ووالية نابل وعدد من اطارات وزارة الشؤون الثقافية وجمهور كبير متعطش للفن التونسي الاصيل اثبت مرة اخرى ان الاغنية التونسية لها مكانة هامة في قلوب التونسيين وان الكلمة الاصيلة واللحن الشجي لن يندثرا مهما مر الزمان او تغير.
تلك كانت وصية السيدة نعمة للفنانين ولوسائل الاعلام التونسية الذين دعتهم الى دعم الاغنية التونسية وفرضها على الساحة الوطنية والعربية مستشهدة باغاني الشيخ العفريت التي ناهزت القرن ولازلنا نرددها في افراحنا ومناسباتنا.
السهرة كانت لقاء عائليا حميميا بين مطربة تونس الاولى السيدة نعمة ومحبيها الذين تنقلوا من مختلف المدن التونسية وغنوا معها وتحدثوا اليها بكل عفوية وبساطة الى ساعة متأخرة من الليل قالت على اثرها "ديفا" الاغنية التونسية انها لن تنسى هذه السهرة وإنها تتذكر في كل ليلة قبل ان تنام جمهورها الذي احبها وأحب اغانيها وتنام على تصفيقه وهتافه.