وعلى هذا الأساس أصبحت كأس " دليس دانون " التظاهرة الرياضية الكبرى التي استطاعت منذ خطواتها الأولى أن تستقطب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و12 سنة ... وتنمّي فيهم الرغبة في ممارسة رياضة كرة القدم وخاصة النهل من المبادئ والقيم التي بنيت عليها هذه الدورة على غرار التسامح واحترام المنافس واحترام الحكم والتقيّد بنظام غذائي سليم يساعد على التفكير السليم . وأصبحت هذه الدورة في تونس موعدا ينتظره أكثر من 8000 شخص بين لاعبين مجازين في مجال الرياضة المدرسية ولاعبين ينتمون إلى النوادي المدنية بالإضافة إلى مئات من المؤطّرين ومعلّمي وأساتذة التربية البدنية والجماهير التي أصبحت تساهم في تحفيز وتأطير الأطفال المشاركين في هذه الدورة الذين يزداد عددهم مع كل نسخة.
18 سنة من الاكتشافات
ومنذ الوهلة الأولى قررت مؤسسة " دليس دانون" أن تكون وفيّة لسياستها الاجتماعية كمؤسسة مواطنة تجعل الشباب من أوكد أولوياتها من خلال التشجيع على ممارسة الرياضة و التأطير وتطوير الفرص لاكتشاف المواهب. و هاهي منذ 18 عاما تعمل من أجل توفير كافة مقومات النجاح والتألق لهذه الدورة التي تحظى بإشعاع عالمي كبير.
وقد عملت باستمرار كي تجعل هؤلاء الأطفال يعيشون مغامرات حقيقية ويحلمون بأن يكونوا غدا لاعبين كبارا وربما يحملون الزيّ الوطني ويتطلّعون إلى بلوغ أعلى مستوى ممكن . وفي هذا الإطار مكّنت " دليس – دانون " المئات من الأطفال من فرص إبراز مواهبهم واستطاع البعض منهم أن يغيّر حياته من خلال الانتقال من الإطار المدرسي إلى إطار الفرق المدنية التي اكتشفت بفضل هذه الدورة كنوزا سرعان ما ضمّتها إلى صفوفها.
{vembed Y=kaajrXFp5lo}
الروح الرياضية والتغذية
بالإضافة إلى ممارسة رياضة كرة القدم ترتكز دورة كأس " دليس دانون " للأمم على عدّة مبادئ مهمّة لعلّ أهمّها تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة لتحسين النشاط البدني في إطار مبادئ الروح الرياضية التي تعمل " دليس دانون " دائما على غرسها لدى الناشئة من خلال الورشات التي تنظمها على هامش كافة جولات الدورة وتحسيس الأطفال بأهمية التقيّد بنظام حياة مستقيم من أجل النجاح في حياتهم إلى جانب تحسيسهم أيضا بأهمية العلاقة المباشرة بين التغذية المتوازنة وممارسة الأنشطة البدنية للمحافظة على صحة جيدة.
ومن أجل تحقيق هذه المهمة جنّدت المؤسسة في كافة محطّات الدورة فرقا كاملة من المختصّين في التغذية لمرافقة القافلة في كافة الجهات والإشراف على تقديم النصائح والمعلومات المفيدة التي تتمحور حول التغذية السلمية والتقيّد بسلوكيات قوامها الانضباط.
ومثلما أشرنا فإن هذه الدورة تمزج بين الفرق المدنية التي تعتبر مهيكلة ومنظمة ولها إمكانات أكبر والفرق المدرسية التي تعتبر من الهواة . ورغم هذه الفوارق فقد كانت الفرق المدرسية تنافس دائما الفرق المدنية بكل جدية وندّية ولعلّ وصول المدرسة الابتدائية " بئر الجديد " ممثلة ولاية بن عروس في نهائيات عين دراهم إلى الدور النهائي وخسارتها بصعوبة ضدّ الترجي ( 0- 1 ) هو دليل على كمّ الحماس الذي زرعته دورة " دليس – دانون " في صفوف هؤلاء الأطفال في كافة أنحاء البلاد.
ولم تبلغ كأس " دليس دانون " هذا المستوى من النجاح في تونس فحسب بل في كافة الدول التي تنظم فيها حول العالم ( 32 بلدا) إلى درجة أنها أصبحت تستهدف أكثر من مليونين ونصف مليون شخص سنويا وبصفة مباشرة.