وتستخدم المنصة نموذج البرمجيات كخدمة، وتحتوي على هجين من أجهزة الاستشعار المبتكرة، والواجهات، والمعادلات، وجهاز المعالجة، كما تتضمن واجهة تتفاعل مع الأشخاص والأصوات لسهولة تبسيط أكثر المهام تعقيداً والتعامل معها. كما يندمج النظام بسلاسة مع بيئة العمل الحالية، ويُساعد المستخدمين على العمل بمعدلات متسارعة وإنتاجية أعلى من خلال تبسيط المهام اليومية وكافة العمليات التجارية.
وتتفاعل المنصة مع الزوار من خلال خصائص التعلم الآلي وبعض الميزات المبتكرة مثل التعرف على الوجوه، وتتيح وظائف ذكية تُقدم الإرشاد، وحجز المواعيد، ومعلومات عن الوثائق، ومراجعة مهام الموظفين، وإعادة تخصيص الموارد، وتعبئة الطلبات آلياً، مع إضافة عنصر خاص لطريقة عمل الحكومات والشركات.
وتماشياً مع إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، تُسهم هذه المنصة الثورية في تسهيل انتقال الدولة من مرحلة الحكومة الإلكترونية إلى أنظمة حكومية قائمة على الذكاء الاصطناعي، تتيح للموظفين الحكوميين الاستفادة من حزمة واسعة من الخدمات الذكية المتكاملة، على سبيل المثال الدخول إلى المكاتب عبر نظام التعرف على الوجه.
وقال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية ورئيس اللجنة العليا للتحول الرقمي بالشارقة: "مع زيادة تبني تقنيات مبتكرة تتيح للموظفين العمل بصورة أكثر ذكاءً، والتواصل بفعالية، والمحافظة على الإنتاجية، يزيد إدراكنا بأهمية الذكاء الاصطناعي لضمان مستقبل خدماتنا الحكومية على المدى البعيد. وتُسهم منصة الذكاء الاصطناعي عالمية الطراز هذه في دفع الشارقة إلى الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي وثورة البيانات. وندخل مع تطبيق هذا النظام إلى آفاق رحبة لا حدود لها، وذلك بغية إثراء الأعمال وتعزيز جودة حياة المواطنين".
وقبيل طرحه على نطاق واسع، سيتم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي في المقر الرئيسي المستقبلي الجديد لشركة "بيئة"، ليكون بذلك أول مبنى متكامل يُطبق تقنيات الذكاء الاصطناعي بالكامل في الشرق الأوسط. وتولى تصميم هذا الصرح الحضاري البارز المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، ويمثل المبنى مكاتب المستقبل، باستخدام تقنية تتيح النهوض بإنتاجية العمل، وتنظيم التواصل، وتمكين العمليات المستدامة بالكامل. ويُدار المبنى بالكامل بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، ويرتقي إلى أعلى معايير نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة ومعايير المباني الخضراء.
ويُتيح النظام تجربة مستقبلية للزوار، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل آمنة وصحية لموظفي شركة "بيئة"، ويتكفل بخدمات الاستقبال والإرشاد للزوار، ويستخدم الروبوتات، ويستضيف الاجتماعات، ويتولى دعم مهام الوسائط المتعددة، ما يضمن بيئة عملية متوافقة مع معايير الاستدامة.
وقال سعادة خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيئة": "يمثل الابتكار محور كل ما تقوم به "بيئة" على الدوام، وقمنا بتوظيف عنصري التكنولوجيا والابتكار لقيادة مسيرة نمونا. وجرى تطوير نظام الذكاء الاصطناعي لاستحداث مكاتب المستقبل التي توفر أماكن عمل أسرع، وأفضل، وأكثر إستدامة. ويعمل النظام وبفعالية على أتمتة جمع البيانات، والخدمات اللوجستية، وغيرها من وظائف العمل، ورصد عوامل مثل استهلاك الطاقة. وبالإضافة إلى تعزيز القدرات الذكية لمقرنا الرئيسي، نعتقد بأن هذا النظام سيُحدث عند طرحه على نطاق واسع تأثيرات ملموسة على عمليات الحكومات والمؤسسات في كافة أرجاء المنطقة".
وإنسجاماً مع ممارساتها بالعمل مع شركاء متميزين في قطاعاتهم، عملت "بيئة" مع "إيفوتك" على تطوير منصة تراعي قدرات الشركة بوصفها الشريك المفضل لتكنولوجيا الجيل القادم في المنطقة. وتتولى "إيفوتك" حالياً مهمة تنفيذ أكبر مشروع تحول رقمي للبلديات في المنطقة، وتعمل على بناء منصات جديدة لقيادة الثورة الرقمية في الشرق الأوسط.