الشركة الأمريكية دفعت غرامة مالية 2.2 مليون دولار من أجل تسوية القضية المرفوعة ضدها أمام المفوضية الفيدرالية وأمام القضاء في ولاية نيوجيرسي.
شركة «فيزيو» كانت تجمع البيانات بشكل سري من المستخدمين عبر أجهزة التلفزيون الموجودة في منازلهم ومكاتبهم والمتصلة بالأنترنت، ومن ثم تقوم ببيع البيانات التي تقوم بجمعها عن المستخدمين، بما فيها معلومات عن عاداتهم في المشاهدة، والمواد التي يترددون عليها لمشاهدتها على الانترنت، وذلك أماكن تواجد المستهلكين والتوزيع الديمغرافي لهم.
المفوضية التجارية الفيدرالية، وهي هيئة أمريكية مستقلة، أكدت على أن شركة «فيزيو» وغيرها من الشركات المنتجة للتلفزيونات الذكية بمقدورها أن تجمع بيانات حساسة عن المستخدمين، وهي بيانات أكثر من تلك التي يقوم المستخدم ذاتها بإشراكها مع الآخرين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدور الحديث فيها عن أن أجهزة التلفزيون الذكية يمكن أن تقوم بالتجسس على المستخدمين، إذ سبق أن أثيرت القضية ذاتها بخصوص شركة «سامسونغ»، وهي أحد أكبر وأشهر منتجي هذا النوع من التلفزيونات في العالم، حيث تبين بأن بمقدور الشركة أن تستخدم هذه الأجهزة المتصلة بالأنترنت من أجل التجسس على المستخدمين وجمع البيانات والمعلومات المتعلقة بهم.
ملايين المستخدمين لأجهزة تلفزيون «سامسونغ» في العام 2015 تفاجأوا بكتيب الارشادات المرفق مع الأجهزة الذكية متضمناً تحذيراً من إمكانية استخدام التلفزيون في التجسس على مستخدمه.
والشركة نصحت زبائنها بعدم التحدث في أمور شخصية أمام التلفزيونات الحديثة التي تصنعها عندما تكون خاصية إرسال الأوامر الصوتية مفتوحة.
والشركة الكورية، في بيان، ذكرت أن استعمال التلفزيونات أن المحادثات تُسجل وتُنقل إلى طرف ثالث، ولذلك على مستخدم التلفزيون الانتباه والاحتياط!
ونصحت في تعليمات استخدام التلفزيونات الحديثة بإغلاق خاصية الأوامر الشخصية واستعمال جهاز التحكم عن بعد للتحكم في التلفزيون، خاصة عند الحديث عن «أشياء شخصية أو معلومات مهمة».
«سامسونغ» لم تشر إلى هوية الطرف الثالث الذي قد يحتفظ بهذه التسجيلات ولأي أغراض قد تستخدم هذه الأسرار التي تم كشفها أمام "التلفزيون الجاسوس".
وبينما يمكن تحويل التلفزيون الذكي في منزل أي شخص إلى محطة للتجسس عليه في المنزل، فان الهاتف المحمول الذكي يمكن أن يتحول إلى جاسوس محمول ومتنقل مع الشخص أينما حل وارتحل.
وباحثون من جامعة الدنمارك للتكنولوجيا تمكنوا مؤخراً من ابتكار نظام الكتروني جديد يمكنه تتبع الأشخاص من خلال إشارات شبكات الـ"واي فاي" التي تلتقطها هواتفهم المحمولة، وهي إشارات ومعلومات تطلب الدخول عليها أغلب التطبيقات التي يتم تثبيتها على الهواتف المحمولة، ويوافق على ذلك مستخدمو هذه التطبيقات.
والنظام الجديد يُتيح تتبع شخص والتجسس عليه ومعرفة مكانه وتنقلاته بالضبط من خلال إشارات شبكات الانترنت المتوفرة في المكان والتي يقوم الجهاز بالتقاطها، كما يتيح أيضاً معرفة الأشخاص الذين يرافقون الشخص المستهدف بالمراقبة وذلك من خلال الذبذبات ذاتها التي تلتقطها هواتفهم المحمولة.
والباحثون الذين ابتكروا النظام الجديد في الدنمارك يقولون: من الممكن أن يصبح الوسيلة الأحدث للتجسس على الأشخاص ومتابعتهم وانتهاك خصوصياتهم.
ومؤخراً، دراسة تكنولوجية رصدت أكثر من 100 تطبيق هاتفي من التطبيقات واسعة الانتشار تبين أنها ليست سوى أدوات ووسائل للتجسس على مستخدمي الهواتف المحمولة، ومعظم هذه التطبيقات يتعلق بالبطاريات ويعمل من أجل خفض استهلاك البطارية وإطالة أمد استخدامها على الهاتف، وهي في الحقيقة ليست سوى برامج تقوم بالدخول على كل المحتوى الموجود في الهاتف وتتمكن من التجسس على صاحبه.
وبموجب ما انتهت إليه دراسة حديثة فإن تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكانه أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ"جي بي أس" أو الارتباط بشبكة «واي فاي» أو الاتصال بالأنترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم بسهولة.
والدراسة تقول: بفضل بعض تطبيقات التجسس يمكن معرفة مكان الشخص بالتحديد دون أن يكون متصلاً بشبكة الانترنت ودون أن تكون خاصية «جي بي أس» مفعلة على هاتفه المحمول، فضلاً عن أن التطبيقات المشار إليها تتيح للجهة التي تقوم بالتجسس الحصول على العديد من البيانات الموجودة على الهاتف.
وحسب باحثين في جامعة «ستامفورد» في بنغلاديش: أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.
والباحثون وجدوا أن المعلومات التي هذه التطبيقات الهاتفية توفرها يمكن بفضلها لأي شخص أن يتمكن من رسم خريطة لتحركات الشخص الذي يتم رصده، وبالتالي تتم بالتحديد معرفة الأماكن التي ذهب إليها والمكان الموجود فيه حالياً.