بعد مرور عام تقريبا، فاجأ ماسك الجميع مجددا بالإعلان عن نجاح شركته المعنية بالأمر في زراعة شريحة في دماغ مريض بالشلل، تمكنه من التحكم في الأجهزة بالتفكير فقط، ودون تلامس مباشر أو تحريك باليد، فقط فكر في الأمر يتحقق لك عن طريق الشريحة المزروعة في رأسك.
تطور ملحوظ في مشروع يهدف إلى تعميم الفكرة على كافة البشر عن طريق وضع قطع معدنية داخل الرأس تتيح لنا التحكم في الأجهزة دون الحاجة إلى وجود وسيط مثل الهاتف أو الكمبيوتر، فقط تواصل مباشر بين عقلك والجهاز الذي تريد منه أن يؤدي لك شيئا ما.
البعض يرى أنها ستكون تجربة مثيرة أن تستبدل شريحة داخل رأسك بالهاتف والكمبيوتر، وتتمكن من تحريك الأشياء بالتفكير فقط، بيد أن آخرين يعتبرونها كارثة ستحل على البشرية، وستحول الإنسان إلى آلة تتحكم بها الشركات صانعة تلك الشرائح، وتستطيع من خلالها توجيههم إلى أشياء في صالحها، فتجد نفسك تقوم بأشياء لا تعلم سبب قيامك بها، مثل شراء منتجات معينة في أبسط مثال.
كيف تعمل الشريحة؟
الشريحة التي يراد وضعها في رؤوس البشر، ووفقا لما هو معلن حتى الآن، مهمتها قراءة الإشارات الكهربائية في المخ وتحويلها إلى لغة تستطيع الأجهزة قراءتها، وتحقيق رغباتك دون أن تتكلم أو تتحرك من مكانك.
تجربة من وجهة نظر البعض ستحول الإنسان إلى مجرد روبوت آدمي أو متلقي للأوامر من الشركة صاحبة الشريحة تتحكم فيه وفي اختياراته كيفما شاءت، وهو ما يتعارض مع رأي آخرين يعتبرون أن الأمر مجرد تطور طبيعي للأشياء، وأن الأجهزة الوسيطة لن تستمر معنا إلى الأبد، تؤدي وظيفة نقل الأوامر من البشر إلى الأجهزة الأخرى.
تقنية الربط العصبي
ومن الناحية العلمية البحتة، فقد شهد العالم تطورات تكنولوجية مذهلة تخطت حدود الخيال، ومن بين هذه التطورات تقنية الربط العصبي، والتي باتت تمثل نقطة تحول في مجال الطب والتكنولوجيا.
هذه التقنية، التي أصبحت معروفة بشكل واسع من خلال مشاريع مثل "نيورالينك"، تسعى إلى إنشاء جسور تواصل مباشرة بين الدماغ البشرية والأجهزة الإلكترونية.
تعتمد تقنية الربط العصبي على مبادئ علم الأعصاب والهندسة البيوطبية، حيث تُستخدم أجهزة دقيقة جدًا لقراءة الإشارات الكهربائية داخل الدماغ وتفسيرها أو حتى تحفيز أجزاء معينة من الدماغ لعلاج الاضطرابات العصبية.
تشمل هذه التقنية استخدام الشرائح الدقيقة والأقطاب الكهربائية التي يمكن زرعها في الدماغ لإنشاء واجهة بين الدماغ والكمبيوتر.
التطبيقات المحتملة
تحمل تقنية الربط العصبي إمكانيات هائلة لتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عصبية، ومن بين التطبيقات المحتملة:
• علاج الاضطرابات العصبية: مثل الصرع، ومرض باركنسون، والاكتئاب الشديد، من خلال تحفيز أجزاء معينة من الدماغ.
• استعادة الحركة: للأشخاص الذين تعرضوا لإصابات الحبل الشوكي، عبر إعادة توجيه الإشارات العصبية إلى الأطراف المصابة.
• تعزيز القدرات العقلية: من خلال تحسين الذاكرة أو سرعة التفكير، مما يفتح الباب أمام تطورات لا محدودة في مجال التعلم والإبداع.
التحديات والمخاوف الأمنية
مع ذلك، تواجه تقنية الربط العصبي تحديات جمّة، تشمل الدقة في التوصيل والقراءة الصحيحة للإشارات العصبية، إلى جانب التحديات الجراحية والطبية المتعلقة بزراعة الأجهزة في الدماغ.
كما تثير قضايا أخلاقية متعلقة بالخصوصية والأمان البيولوجي وحتى هوية الفرد واستقلاليته.
وأنت هل تقبل بوضع شريحة في رأسك تستغني بها عن أجهزة الهاتف والكمبيوتر أم ستتخوف من العواقب المحتملة؟