حيث ناقشا من خلاله المشهد العالمي الحالي للذكاء الاصطناعي، وما هي الدول الرائدة والمتخلفة في هذا المجال الحيوي، كما قدما أيضا رؤى واقتراحات في غاية الأهمية لقادة العالم وصناع القرار الذين يرغبون في العمل من أجل تطور دولهم واكتساب ميزة تنافسية في هذا السباق المستقبلي الحاسم للذكاء الاصطناعي، وكيفية تحقيق النمو والازدهار لشعوبهم من خلال الاستثمار فيه.
وصنف الباحثان الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وفقا لـ 4 عوامل أساسية:
- كيفية البدء بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي: ويشمل مدى الاستثمار في الشركات الناشئة الناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بعدد أفراد المجتمع ومستوى الدخل الفردي في كل دولة.
- الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي: أي النسبة المئوية للوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في اقتصاد كل دولة.
- مدى تبني البحث في الذكاء الاصطناعي في القطاع الخاص: ويشمل مستوى اعتماد الذكاء الاصطناعي، ووجود الأموال المخصصة للبحث في الذكاء الاصطناعي في أكبر 10 شركات محلية مدرجة في الدولة.
- المعرفة والمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي: وتشمل المعاهد التي تقود الأبحاث، وتضم أفضل 5 جامعات في الدولة ومدى اهتمامها في هذا المجال، كما يشمل عدد براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لكل مليون شخص من سكان الدولة.
ما هي الدول التي تقود سباق التسلح العالمي؟
اعتمادا على العوامل الأربعة السابقة وجد الباحثان أن الصين دولة تتصدر الجهود العالمية بميدان البحث في الذكاء الاصطناعي وتبنيه باقتصادها المحلي، وتليها في هذا المجال الولايات المتحدة الأميركية، لكن حين يتعلق الأمر بالقطاع الخاص فقد وجد الباحثان أن هناك دولا صغيرة -مثل إسرائيل وسنغافورة- تأخذ زمام المبادرة في هذا الميدان، حيث تضمان أفضل المختبرات العلمية في العالم التي تبحث في الذكاء الاصطناعي، و"هي بوتقة مختبرات العالم"، إذا جاز التعبير كما يقول أبيشيك.
وتخصص إسرائيل 4.95% من الناتج المحلي الاجمالي للبحث العلمي، في الوقت الذي تضع فيه الدول العربية عموما أقل من 1% من إنتاجها القومي للبحث العلمي، حيث تخصص أكبر دولة عربية -وهي مصر- 0.71% من ناتجها المحلي الاجمالي للبحث العلمي، بينما تصل هذه النسبة إلى 0.82% في السعودية وهي أغنى الدول العربية، وذلك حسب إحصائيات البنك الدولي.
ويؤكد الباحثان أن الصين وأميركا هما اللاعبان الأكبر على مستوى العالم في المدى الطويل بما يتعلق بسباق التسلح في مجال الذكاء الاصطناعي؛ حيث إن جمع المزيد من البيانات يؤدي إلى ذكاء اصطناعي أفضل وأكثر تطورا، وبالتالي فإن حجم هاتين الدولتين يلعب دورا حاسما في كمية البيانات التي يتم جمعها.
وتقود الولايات المتحدة أيضا الطريق في ميدان تصميم الخوارزميات وتطوير الموجة التالية من تقنية الذكاء الاصطناعي، كما أن أميركا هي الدولة الأكثر جذبا للمواهب والعقول الشابة الباحثة في هذا المجال، وهذا سيعطيها أفضلية على المستوى البعيد.
أما في القطاع الخاص فإن ألمانيا هي الدولة التي تمتلك أكبر قدر من الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، خصوصا في الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة فيها.