وقد كانت جائحة كورونا فرصة للصين كي تختبر إمكانياتها التكنولوجيا، ويكتشّف العالم مدى قدراتها في مراقبة أفراد شعبها الذي يقارب المليار ونصف المليار نسمة ، والتعرف ما إذا كان حاملا للفيروس أو لا ؟.
فقد استطاعت الصين عبر شبكاتها الإلكترونية التعرف على هويات مواطنيها سواء تعلق الأمر بمواقع سكناهم أو تحركاتهم ؛ مشيا أو على متن القطر والسيارات والطائرات ، داخل حدودها الجغرافية ، هذا فضلا عن أنشطتهم النقابية مضرببن كانوا أو حياديين ... ! .
والكم الهائل من الكاميرات الذكية الخارقة تمكن من قراءة ملامح وتصفح أوجه المواطنين ورصد الغرباء منهم .
ومنظومتها التربوية تمكنت من التعرف على التلاميذ والكشف عن المرضى منهم ، واستخدامها في تصحيح أدائهم المدرسي ؛ على الكراسات أو السبورات التفاعلية . لكن المفارقة ؛ في كل هذا الزخم التكنولوجي الرقمي ؛ هي فشلها أحيانا في تعرفها على هويات مواطنيها .
ويعزو الخبراء أسباب ذلك إلى التقلبات الجوية وتلوث البيئة إلى درجة تتعطل معها كاميرات الأقمار الاصطناعية أو الأرضية من اختراقها بنجاح وتأدية مهامها في الرصد.
فكثيرا كانت ترصد أشخاصا بهويات ذكية مغلوطة ؛ غير مطابقة لملامحها الحقيقية ، لكن تأمل السلطات التكنولوجية الصينية في أن تتجاوز هذه العقبات، مهما كانت خصوصية البيئة التي تعمل فيها، بفضل مخزونها الضخم من المعطيات الدقيقة حول مواطنيها.