وبينما فيروس كورونا كان سببا في محاصرة أكثر من نصف سكان الأرض في منازلهم، وتحول العالم إلى جزر منفصلة، وتقطعت السبل بين المواطنين داخل هذه الدول، إلا أن تأثيرات جائحة فيروس كورونا كانت لها شكل خاص في شبه القارة الهندية.
فقد كان الإغلاق العام والمفاجئ فى الهند، كإجراء البلاد لمحاصرة فيروس كورونا سببا في أكبر حركات الهجرة الداخلية، فى التاريخ الحديث للبلاد، حيث بدأ مئات الآلاف من العمال المهاجرين رحلات طويلة على الأقدام للوصول إلى منازلهم، بعدما أصبحوا بلا مأوى ولا عمل.
وتم تطبيق الإغلاق الذى يتضمن حظرا للسفر بين الولايات، مما ترك المهاجرين فى الداخل عالقين فى المدن الكبرى التى تجذبهم من الريف بحثا عن فرصة عمل.
فى العاصمة الهندية دلهى، آلاف المهاجرين حزموا أمتعتهم، وأخذوا الأواني والأغطية، وبعضهم حمل أطفاله على كتفيه، ومشوا على الطرق السريعة بين الولايات، وبعد السير لمئات الأميال، ومع وصول بعضهم إلى حدود دلهى تعرضوا للضرب من قبل الشرطة.
الهند واحدة من أكبر دول العالم من حيث السكان المشردين، وقد يضاعف الإغلاق من عددهم ثلاث مرات بين عشية وضحاها.
وقدر تعداد حكومى فى عام 2011 عدد المشردين بـ 1.7 مليون شخص، وهو تقدير غير دقيق بشكل شبه مؤكد فى البلد البالغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة.