وقال نتنياهو أن إسرائيل تعيش في وضع ممتاز مقارنة ببعض الدول العربية، بفضل الانفتاح الذي تنتهجه في السياسية الخارجية، خاصة مع الدول العربية.
وقال أيضا إنه في حواراته مع الزعماء العرب "سرا وعلانية" يقترح إقامة سلام معهم قبل حل النزاع مع الفلسطينيين، ومضى يقول "سنصل أيضًا إلى تسويات وتفاهمات مع الفلسطينيين، ولكن الأمر متعلق بالزعماء العرب، إنهم 99٪ من العالم العربي، ولا يعقل أن يُحبط 1% علاقتنا مع 99%.
وكشف نتنياهو أن العرب في إسرائيل، سيتمكنون قريبا من السفر إلى المقدسات الإسلامية في السعودية، بشكل مباشر من إسرائيل، وحتى الآن، يزور العرب في إسرائيل السعودية بجوازات سفر أردنية مؤقتة، بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والسعودية.
وقال نتنياهو "إنني أصنع ثورة في علاقاتنا مع العالم العربي، اليوم يُحلّق الإسرائيليون فوق المملكة العربية السعودية"، في إشارة لسماح الرياض للخطوط الجوية الهندية، بالسفر عبر أجوائها في رحلاتها المتجهة من وإلى إسرائيل.
وقال نتنياهو "قبل أسبوع أصدر وزير الداخلية الإسرائيلي مرسوما بعد التشاور معي، يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية، وهذا جزء من الثورة".
وقال "أعتقد أننا سنصل سريعا إلى وضع يمكّن الإسرائيليين الوصول إلى رحلات مباشرة إلى السعودية للحج، بكلفة مالية أقل من التي يدفعونها اليوم، هذا ما يجب أن يكون وهذا ما سيكون في نهاية المطاف".
وقال نتنياهو، قبل 10 سنوات، لو قلت أننا نقيم علاقات مع جميع الدول العربية، باستثناء دولة واحدة أو اثنتين إسلاميتين، فإن الناس كانوا سيقولون إنني أتكلم هراء، لكن هذا ما يحدث اليوم".
وردًا على ما إذا كان قد تراجع عن تأييده لحل الدولتين، أجاب "لقد أخبرت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنني مستعد للتفاوض على أساس خطته المقترحة للسلام بيننا وبين الفلسطينيين المعروفة باسم 'صفقة القرن'.
إن تردد السلطة الفلسطينية، يُسبب كارثة للشعب الفلسطيني، إن السلطة الفلسطينية لم تكن مستعدة أبدًا للتسوية، فقد توصل الرئيس ترامب إلى خطة تمنحهم الفرصة بالعيش بكرامة وطنية وتقرير المصير".
وأضاف نتنياهو "هناك شيء واحد لا أخفيه، وهو أن السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن، ستبقى وبحق، في أيدي إسرائيل".
وعلل نتنياهو ذلك بأنه "إذا لم تكن هناك –لا سمح الله-سيطرة أمنية إسرائيلية هناك، فعندها سيدخل تنظيم داعش، ستدخل إيران، ستدخل عناصر متطرفة يعادون كل ما نمثله هنا، وسيكون ذلك وبالا على السلطة الفلسطينية أيضا".
وفي تعليقه على تطلعات الفلسطينيين بإقامة دولة على حدود الـ 1967، قال نتنياهو "لن نعود إلى الوضع الذي كان قبل العام 1967، القدس (الشرقية) على سبيل المثال، ماذا ستُعيد؟ هناك 300 ألف إسرائيلي يسكنون هناك، ماذا سنقول لهم؟ سنشرّدكم! هذا لن يحدث، إنه خيال".
وتابع "لا يمكنك العودة إلى ما قبل 67، كما لا يمكنك العودة إلى ما قبل العام 1917، لكن هذا هو الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية، إنهم يقولون إنهم سيلغون وعد بلفور، إنهم يقاضون بريطانيا على وعد بلفور"، معتبرا ذلك "كارثة".
وأردف قائلا "جاء ترامب وطرح اقتراحا آخر عما يؤمن به الفلسطينيون، أعتقد أن المبدأ الأكثر أهمية هو أولاً وقبل كل شيء، الاعتراف بالواقع، والإدراك بأن هناك شعبين يعيشان جنبًا إلى جنب هنا، وهناك حاجة إلى إنشاء إطار للتعايش والأمن أيضًا.
إذا لم يكن هناك أمن، فإن كل شيء سينهار، أنظر من حولك، أنظر إلى سوريا، أنظر إلى اليمن، أنظر إلى ما يحدث في العراق، أنظر حتى فيما يحدث للأسف في لبنان، ناهيك عن الأماكن الأخرى، ونقارن ذلك بالوضع في إسرائيل تحت سياستي، نحن نعيش هنا بسلام تام كبير جدا نسبيا، إن ذلك ليس وليد الصدفة، إنه ناتج عن مزيج من سياستين أنتهجهما: الأولى حازمة بشأن الأمن، والثاني الانفتاح بالسياسية الخارجية، خصوصا مع الدول العربية".
وتطرق نتنياهو، إلى بند في "صفقة القرن" واصفا إياه بـ "الفقاعة". ويدور الحديث عن بند يقترح ضم منطقة "المثلث" في إسرائيل التي يسكنها عرب، إلى الدولة الفلسطينية المُستقبلية، مقابل ضم أجزاء في الضفة الغربية إلى إسرائيل. وأضاف "الكل يدرك أن هذا البند هراء.
آخر شيء أؤمن به هو أنه ينبغي تشريد أي شخص من منزله، ولن يتم ذلك، ولا يوجد شيء من هذا في 'صفقة القرن'. هناك بعض العبارات الغامضة التي لا معنى لها، لأنه لا يوجد موافقة عليها من أي طرف، هذا لن يحدث".