أولا: لأن السعودية، ورغم عداء بعض الدول العربية لسياسات البلاط الملكي في الرياض، إلا أنها لن تقبل بأن أرضهم المقدسة تكون محل عقوبات أمريكية، وبالتالي لن تستطيع أمريكا أن تواجه عداء عربيا كاملا.
لكن يبقى السبب الأساسي في أن واشنطن تهاب الرياض في أن المملكة العربية السعودية لديها استثمارات كبيرة في قطاع التكنولوجيا في أمريكا.
فقد كانت السعودية طوال السنوات الماضية حريصة على تقليص ارتهانها للنفط، بقطاع التكنولوجيا، وهي تستثمر خصوصا عبر صندوق الاستثمارات العامة.
وتعتبر الرياض، مستثمرا أساسيا في قطاع التكنولوجيا الأميركية.
كما أن الأمير الوليد بن طلال، الوجه السعودي الشهير الذي يقيم علاقات مركبة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، يملك منذ أمد بعيد استثمارات عديدة في هذا القطاع عبر شركته المملكة القابضة.
واستثمرت هذه الكيانات، وأحيانا الأمير الوليد وحده، في العديد من الشركات الناشئة أو المجموعات التكنولوجية الأميركية الكبرى.
وبحسب دراسة لمكتب سي بي انسايت حول الاستثمارات السعودية في قطاع التكنولوجيا في 2013 و2018، فإن السلطات السعودية استثمرت أكثر عبر صندوق الاستثمارات العامة وخصوصا 3,5 مليارات دولار في شركة أوبير منتصف 2016.
وياسر الرميان المدير العام لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، عضو في مجلس ادارة أوبر لتأجير السيارات مع سائق.
بيد أن رئيس مجلس ادارة أوبر دارا خوسروفشاهي كان ضمن رؤساء المؤسسات الذين ألغوا مشاركاتهم في القمة الاقتصادية القادمة في الرياض.
كما استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي خصوصا في قطاع صناعة السيارات الكهربائية تيسلا ومنافستها لوسيد، في حين استثمرت المملكة القابضة في منافس أوبر في أميركا الشمالية ليفت، بحسب المصدر ذاته.
كما يرتبط صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالمجموعة اليابانية سوفتبنك عبر سوفت بنك فيجن فوند.
ويملك نحو مئة مليار دولار مخصصة للاستثمار أساسا في قطاع التكنولوجيا. ويتأتى نحو نصف التمويلات من صندوق الاستثمارات العامة.
كما استثمرت شركة فيجن فوند في السيارات الذاتية القيادة مثل كروز التابعة لجنرال موتورز أو "سلاك" منصة التواصل التعاوني.
كما أن الأمير الوليد يملك استثمارات في تويتر وآبل ويملك 2,3 بالمئة في سناب الشركة الأم لسناب شات.
كما أن المملكة السعودية سوق مهم لمجموعات التكنولوجيا خصوصا مع اندفاعة المملكة التكنولوجية من خلال "رؤية 2030" الهادفة إلى تحويلها إلى عملاق تكنولوجي وسياحي.
وأطلقت مايكروسوفت في مايو خدمتها "كلاود" في المملكة بالشراكة مع شركتي صحراء نت السعودية ولينوفو الصينية. وقدرت المجموعة الأميركية حينها سوق "كلاود" السعودي بـ 108,75 مليار ريال أي نحو 29 مليار دولار وهو "رقم يمكن أن يرتفع" بشكل كبير بسبب أهداف التحول الرقمي في السعودية، بحسب ما أوضحت شركة مايكروسوفت في بيان.
وكان الأمير محمد بن سلمان الذي يعد الرجل القوي في المملكة، قام بعدة زيارات للولايات المتحدة احداها في ربيع 2018 حيث التقى المسؤولين عن مجموعات مثل غوغل وآبل.
كما التقى جيف بيزوس رئيس مجلس ادارة أمازون التي تبدي اهتماما بالسوق السعودي. والوضع يبدو دقيقا اليوم بالنسبة لبيزوس لأنه في المستوى الشخصي يملك صحيفة واشنطن بوست أحد مشغلي خاشقجي.