وليس غريبا، أن يتم دعم الجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا لتجد مكانا على أرضها، وهي طريدة سوريا، والعراق، وقاب قوسين أو أدني من تصنيفها إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، وطرد هاربيها من أوروبا بعد مرورهم من تركيا.
كما أن مخاوف الجماعة الإسلامية على مكاسب حققتها في تونس والمغرب والجزائر تجعلها حريصة على دعمها وعدم الدخول في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن روسيا أصبحت ذات ثقل في المنطقة العربية، وتركيا لم تعد قادرة على الدعم المعلن لتلك الجماعات، ولم تبق غير قطر في الواجهة.
لذلك كان الدعم القطري ونشاطها في السودان ودول أفريقيا قادرا على دعم الجماعات الإسلامية في ليبيا التي فاجأت قوات حفتر بعتاد متطور وشنت هجوما على الهلال النفطي للسيطرة على المنطقة الحيوية في البلاد، وهو ما دفع الجيش الوطني الليبي للانسحاب من عدة مناطق خوفا من إقدام تلك الجماعات الإرهابية المدعومة بأسلحة متطورة وحديثة من إحراق النفط الليبي.
وتمركزت قوات الجيش الوطني الليبي في منطقة العقيلة التي تبعد 35 كم عن البريقة لحشد قواته وانتظارا للتعزيزات العسكرية التي خرجت لدعم قوات الجيش في الهلال النفطي للقيام بهجوم مضاد على مواقع وتمركزات التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وكانت قوات حفتر سيطرت في ايلول/سبتمبر الماضي على موانئ النفط الاربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي وكانت حتى ايلول/سبتمبر تحت سيطرة قوة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق. لكن العقيد احمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني بقيادة حفتر أفاد أن سرايا الدفاع عن بنغازي استعادت بعد ظهر الجمعة موقع رأس لانوف.
وقال المسماري ان هذه القوات "وصلت الى مطار رأس لانوف الرئيسي" موضحا أن "القوات المهاجمة زودت بمدرعات حديثة ورادار للتشويش على الدفاع الجوي". وأشار إلى مقتل عنصرين من قوات حفتر.