لازالت العلاقات مليئة بالحساسية بين برلين وأنقرة بسبب أزمة اللاجئين التي ساومت بها تركيا الإتحاد الأوروبي، مما دفع بألمانيا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجالية التركية ذات الإتجاهات الإسلامية على أرضها.
فبينما أعلنت هيئة الشؤون الدينية التركية أنها استدعت ستة أئمة من ألمانيا بسبب تجاوزهم سلطاتهم، إلا أن الشرطة الألمانية داهمت منازل أئمة للاشتباه بتجسسهم لحساب الحكومة التركية، حيث داهمت الشرطة الألمانية منازل أربعة أئمة أتراك للاشتباه بتجسسهم لحساب حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واتهمت السلطات الألمانية الأئمة الأربعة بالتجسس على أتباع الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يحمّله أردوغان مسؤولية محاولة انقلاب تموز / يوليو 2016.
ولم يتم اعتقال أي من الأئمة في المداهمات، إلا أنه تمت مصادرة مواد مكتوبة وأجهزة تخزين معلومات.
وذكر موقع "شبيغل" الإخباري الإلكتروني أن الائمة الأربعة ينتمون إلى الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية ("ديتيب")، وهي المنظمة الأكبر للجالية التركية المسلمة في ألمانيا والتابعة مباشرة لأنقرة وتدير شؤون حوالي 900 مسجد أو جماعة دينية في ألمانيا.
وتسبب مدى نفوذ الاتحاد بجدل في المانيا كما أثارت منظمات مشابهة الجدل في هولندا والنمسا.
وجاءت المداهمات وسط توتر بين أنقرة وبرلين بعدما انتقدت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل مرارا حجم القمع الذي أعقب المحاولة الانقلابية في تركيا في 15 تموز/يوليو.