وقال الموقع العبري إن القائد الفرنسي كان يؤمن بقضية "الخلاص" عن اليهود وهي ضرورة إنشاء وطن قومي لليهود تكون بمثابة خطوة تمهيدية لظهور "المسيح المخلص" وكان يخطط بعد غزوه لمصر الوصول إلى غزة وتهجير اليهود إلى هناك، وكانوا في طريقهم لإقامة الدولة اليهودية في مصر.
وأوضح الموقع إن هذه الفكرة سيطرت على عقول مختلف اليهود في أوروبا وبين المسيحيين، وبالفعل عند وصوله مصر، وقبل وصوله إلى غزة، خطرت في ذهن نابليون فكرة إقامة دولة يهودية.
ولفت الموقع العبري إلى أن نابليون أراد إقامة دولة يهودية في أرض فلسطين وكان يُنظر إليه على أنه "المسيح"، مشيرا إلى أنه كان في شبابه ينظر إليه على أنه من ألمع الضباط في الثورة الفرنسية، وفي الأعوام (1796-1797)، برز كخبير استراتيجي عسكري موهوب، وقاد المعارك التي انتصرت فيها قواته؛ وقد أكسبته نجاحاته العسكرية شهرة دولية كقائد ثوري يغير نظام الدول المحتلة فرنسا.
وبعد النجاحات الباهرة التي حققها نابليون، كلفته الحكومة الفرنسية المنتخبة بمهمة غزو مصر، وطرد إنجلترا من جميع مواقعها في الشرق، وذلك للإضرار بطرق التجارة البريطانية مع الهند،
كما خططوا أيضًا للاستيلاء على جزر البحر الأبيض المتوسط من أجل السيطرة على طرق التجارة هناك، بالإضافة إلى ذلك، فكر أيضًا في غزو سوريا وفلسطين من أجل استنفاد قوة الإمبراطورية العثمانية ومهاجمة روسيا.
وعلى الرغم من أن بريطانيا ظلت في حالة حرب مع فرنسا، إلا أن التحالف الأول الذي ضم عدة دول قاتلت ضد فرنسا تفكك في الواقع، وفي عام 1798 وقعت النمسا اتفاقية "استسلام" مع فرنسا، وبقيت بريطانيا فقط ضد فرنسا.
وكان يرى نابليون نفسه "إمبراطور الشرق"، حيث كانت الجزر البريطانية هدفًا صعبًا وخطيرًا، لذلك، اقترح أن الخيار الأفضل هو احتلال مصر ومن هناك استمرار الغزو عبر أرض فلسطين نحو المستعمرات البريطانية الغنية على الطريق المؤدي إلى الهند.
وبالفعل، قام في ربيع عام (1798) بحملة كاسحة نحو فلسطين ومصر، وبعد شهر نجح في احتلال جزيرة 'مالطا'، وفي يوليو سقطت الإسكندرية في يديه.
وفي 18 يوليو (7/2/1798) نزل نابليون بجيشه في الإسكندرية، وحتى ذلك الحين أُعلن نفسه قائداً متوجاً بالمجد ، حيث كان يحلم بالسير على خطى الإسكندر الأكبر والوصول إلى أبعد مكان وهو الهند.
وفي هذه الفترة سيطرت "الإثارة المسيانية" بين مختلف اليهود في أوروبا وبين المسيحيين وتنبأوا بالفعل بانتصاره في انتزاع الأرض المقدسة من أيدي العثمانيين، وفتح أبوابها ليهود العالم
ونظر نابليون كثيراً إلى تاريخ إسرائيل، وقرأ الكتاب المقدس، وتحدث كثيراً مع أعضاء وفده العلمي، ولا سيما مع الحكيم اليهودي فنتورا، عن ماضي الشعب اليهودي ومستقبله.
وفي شتاء عام (1798) وحتى قبل رحيل نابليون لغزو فلسطين، تم توزيع "رسالة يهودي إلى أخيه"،
دعا كاتب مجهول يهود العالم إلى القيام بدور نشط في عملية استرداد أرضهم المزعومة جاء فيها: "يا أخي!... سوف نعود إلى أرضنا... وسوف نعيش بالأماكن المقدسة... أستطيع أن أراكم بالفعل عندما تستيقظون جميعا بحماس مقدس.. يا بني إسرائيل! نهاية مشاكلكم وشيكة! الساعة هي ساعة اللياقة البدنية – فانتبه ولا تدعها تمر".
ويصر عالم التوراة الحاخام يشيل جولدهابر على أنه قبل وصول نابليون إلى غزة، خطرت فكرة إقامة دولة يهودية في ذهن نابليون بالفعل عندما دخل مصر بجيشه الذي كان يضم حوالي 12 ألف جندي يهودي.
وفي نهاية فبراير 1799، غزا نابليون غزة، تليها جميع المدن الساحلية، وفي بداية مارس نجح في احتلال يافا، ومن هناك توجه إلى عكا، لكن احتلال عكا في مايو كان فاشلاً، واضطر إلى الفرار عائداً إلى فرنسا.
وعن تأسيس الدولة اليهودية على يد نابليون يقول الباحث الحاخام جولدهابر: "طوال حرب التحالف الثانية، كثرت الشائعات حول نيته تسليم أرض فلسطين لليهود ومساعدتهم في إنشاء مملكة إسرائيل".
وعندما دخل نابليون يافا، اضطر يهود المدينة بقيادة الحاخام يوسف ميوهاس، إلى المشاركة في ترميم تحصينات المدينة، بما في ذلك يوم السبت المقدس، وذلك لتبديد كلام المتآمرين، لأن اليهود كانوا يعملون يداً بيد مع الفاتح المسيحي.
المصدر: الإعلام العبري