وحسب تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": سمع المسؤولون على الأرض في غرفة المراقبة هذه الكلمات بوضوح، لكنهم لم يستوعبوا ما المقصود بها، لم يكن هناك متسع من الوقت.
تحطمت طائرة أمريكان أيرلاينز المخطوفة عند اصطدامها بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
كانت طائرة يونايتد أيرلاينز ورقم رحلتها 175، متجهة إلى لوس أنجليس من مطار لوغان في بوسطن.
خمسة أشخاص اختطفوا الطائرة؛ إماراتيان، وثلاثة سعوديين، هم: مروان الشحي، فايز بن حمد، مهند الشهري، والشقيقان السعوديان أحمد وحمزة الغامدي.
ولم يكشف نظام الكمبيوتر الذي يفحص هويات الركاب قبل صعود الطائرة وجود أي مشكلة فيما يتعلق بهوية الخاطفين، كما حصل مع خاطف الطائرة الأولى محمد عطا؛ لذا تمكنوا من الصعود إلى الطائرة بكل سهولة.
لم يكن بحوزة الخاطفين الخمسة سوى العصي وسكاكين صغيرة، وكانت تلك أسلحتهم الوحيدة؛ لذلك تمكنوا من اجتياز فحص أمن المطار بسهولة.
كان موعد مغادرة الرحلة الجوية 175 الساعة 8 صباحًا، لكنها تأخرت قليلًا وأقلعت من مطار لوغان في الساعة 8:14، وكان على متن الطائرة 51 راكبًا وتسعة من أفراد طاقم الطائرة.
وعندما بلغ ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض 31 ألف قدم، بدأ المضيفون بتقديم الضيافة كالمعتاد.
اتصال بين طائرتين
وفي الساعة 8.42، اتصل الطيارون بغرفة المراقبة والتحكم على الأرض، قالوا: إنهم سمعوا اتصالات مريبة من طائرة أخرى؛ وقد يكون من طائرة أمريكان أيرلاينز، ذات الرحلة رقم 11 التي تم اختطافها بالفعل من قبل محمد عطا.
ولم تتلقّ غرفة المراقبة والتحكم أي معلومات من طياري الرحلة 175 بعد الساعة 8:42، في تلك اللحظة بدأ الخاطفون بترويع الركاب وتهديدهم بالسكاكين التي كانت بحوزتهم.
في الساعة 8.47 أدرك مسؤولو غرفة المراقبة أنه قد يكون هناك نشاط مشبوه على متن الطائرة؛ إذ خرجت الطائرة عن المسار المحدد ولم تمتثل للأوامر التي وجهتها لها السلطات.
*اتصالات هاتفية من ركاب الطائرة
في الساعة 8.52 صباحًا تلقّى لي هانسون، من ولاية كوﻧﺘﻴﻛﺖ الأمريكية، مكالمة هاتفية من ابنه بيتر الذي كان على متن الطائرة المختطفة التي رقمها 175، وقال بيتر لوالده في تلك المكالمة: "أعتقد أنهم استولوا على قمرة القيادة، لقد طعنوا أحد الموظفين، ربما قُتل بعضهم في المقدمة أيضًا، اتصل على الفور بشركة يونايتد إيرلاينز وأخبرهم بما يحدث على متن الرحلة 175 المتوجهة إلى لوس أنجلوس، اتصل لي هانسون على الفور بالشرطة وأخبرهم عما أخبره ابنه.
*الخاطفون يقودون الطائرة
في الساعة 8.52 اتصل أحد أفراد طاقم طائرة يونايتد إيرلاينز بمقر الشركة في سان فرانسيسكو، وأخبرها أن الطيارين قد قتلا، وأن الطائرة قد اختطفت. أيقنت السلطات حينها أن الخاطفين هم من كانوا يقودون الطائرة.
في الساعة 8.59 حاول راكب آخر يدعى بريان سويني، الاتصال بزوجته، لكنها لم تكن موجودة فاتصل بوالدته وأخبرها أن الطائرة وقع احتطافها، وأن جميع الركاب يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم اقتحام غرفة القيادة وتحرير الطائرة من قبضة الإرهابيين.
*اتصال لحظة الاصطدام ببرج التجارة
عندما هاتف بيتر والده في المرة الثانية كان أكثر توترًا، وقال: "لديهم سكاكين، يقولون إن بحوزتهم قنبلة، أعتقد أنهم يخططون للاصطدام بمبنى ما في مكان ما، لا تقلق أبي إذا حدث شيء من هذا القبيل، فكل شيء ينتهي بسرعة كبيرة". لم يكمل بيتر المكالمة وانقطع الاتصال.
وقبل أن ينقطع الاتصال سمع والد بيتر عبر الهاتف صراخ امرأة، وأظهرت لقطات تلفزيونية ارتطام طائرة ثانية بالمبنى الآخر لمركز التجارة العالمي.
تم الاستماع إلى عدة مكالمات لركاب الطائرة مع أشخاص على الأرض، أكدت أن الخاطفين كانوا في الغالب مسلحين بسكاكين وأدوات حادة.
وعلى الرغم من تهديدهم بامتلاك القنبلة إلا أن التحقيقات كشفت أن ذلك لم يكن صحيحًا؛ حيث جاء في تقرير التحقيق في 11 سبتمبر أنه لم يتم العثور على أي آثار لمواد متفجرة في موقع الهجوم.
وقالت التحقيقات: إن تهديداتهم كانت غير حقيقية ولم تكن بحوزتهم قنبلة.
وبعكس رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 11، تم تحويل مسار رحلة يونايتد إيرلاينز 175 إلى مدينة نيويورك. لم يتم إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة؛ مما جعل من السهل على الرادارات تتبعها.
انخفضت الطائرة التي حلقت فوق جزيرة ستاتن في خليج نيويورك، وتوجهت نحو مبنى إمباير ستيت، وفي اللحظة الأخيرة انحرفت نحو مبنى مركز التجارة العالمي، كانت الطائرة تتعمّد الاصطدام بالبرج الجنوبي متفادية البرج الشمالي.
*الهجوم على الهواء مباشرة
عندما اصطدمت الطائرة بالبرج الجنوبي في الساعة 9:39 كانت تحمل ما مجموعه 38 ألف لتر من الوقود، و5 خاطفين، وطيارين، و9 من أفراد طاقم الطائرة، و51 راكبًا، وجدة تبلغ من العمر 80 عامًا، وطفلًا عمره سنتان ونصف.
كانت الكاميرات تنقل ما يحدث على الهواء مباشرة، كانت الأجزاء المتطايرة من الطائرة التي اخترقت البرج الجنوبي تسقط أمام أنظار الناس.
وبعد حوالي 50 دقيقة انهار المبنى واستوى بالأرض وقتل نحو 2600 شخص في الهجومين، أكثر من 300 منهم كانوا من عمال الإنقاذ. وبينما كانت عملية الإنقاذ جارية كانت هناك مخاوف بين الناس من احتمال وقوع هجوم آخر بعد أن نجح الإرهابيون في تنفيذ مخططهم وفشلت أجهزة الاستخبارات في اكتشاف ذلك.
كانت خطتهم هي خداع الولايات المتحدة التي خاضت الحرب في العديد من البلدان، عبر نقل المعركة إلى أراضيها.