فقد خرجت الخلافات داخل الحركة الإسلامية إلى العلن، بعد سنوات من محاولات الاحتواء، والتظاهر بالترابط والإلتفاف حول الشخصية التي لم تتوان عن التخلص من معارضيها، بينما تتشدق بالديمقراطية.
ورغم رغبة عدد من القيادات الإعلان عن إقالة راشد الغنوشي، تراجع عن الأخر، وذلك بعد تدخل قيادات بارزة من التنظيم الدولي للإخوان طالبوا بمهلة لإقناع "الغنوشي" بالإستقالة، حفاظاً على مكانته داخل التنظيم، لكنهم اتفقوا جميعا على أهمية تخليه عن منصبه في الوقت الحالي حفاظاً على ما تبقى من هيكل التنظيم، وحتى لا يواجه التنظيم ما واجهه في مصر.
وبينما أصبحت قيادات التنظيم الإسلامي على يقين من أن الشارع التونسي فقد الثقة في حزبهم، بل وصل إلى حد الرغبة في التخلص منهم مثملا فعل الشعب المصري، تطالب تلك القيادات راشد الغنوشي بالاستقالة للحفاظ على ما تبقى من هيكل الحركة.
كما تطالب قيادات الإخوان المسلمين في تونس زعيمها بالإعلان عن عقد المؤتمر العام في أقرب وقت، لاختيار قيادات جديدة في مقدمتها زعيما من جيل الشباب، قادر على فتح خطوط للتواصل مع الشارع التونسي والقوى السياسية وكذلك مؤسسات الدولة.
وقد أصبحت إقالة "الغنوشي" مسألة وقت ليس أكثر من ذلك، حيث تسعى القيادات لجمع توقيعات من أكبر عدد من الأعضاء لإجباره على التخلي عن منصبه، بعد أن أشعل الغنوشي الصراع الداخلي، بقرار إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي وإعادة تشكيله.
وأن يتخلي "الغنوشي" عن رئاسة حركة "النهضة" فهذا لن يكون أمراً سهلاً، لعدة أسباب أهمها لأنه يملك التمويلات، ويسيطر عليها بشكل شبه كامل، ثم أنه يتعامل بديكتاتورية شديدة ويستند إلى قوى خارجية تدعمه لتنفيذ أجندتها في الداخل التونسي.