وإذا كانت فلسطين قد سحبت سفيرها لدى الإمارات كخطوة اعتراضية على اتفاق كان وراء وقف خطة ضم إسرائيل لمزيد من الأراضي الفلسطينية، بما يثير التساؤل، إلا أن الموقف التركي يبقى مثيرا للجدل بشكل أكبر.
الموقف التركي تجاه الاتفاق الإمارات الإسرائيلي كشفت عن اسبابه مصادر اميركية مطلعة في واشنطن حيث قالت أن ردة فعل اردوغان مفهومة بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية كما هو الحال في اروقة القرار الاسرائيلي، وذلك لان اردوغان كان بدأ مفاوضات سرية مع الجانب الاسرائيلي تتعلق بالاقصى.
وكشفت تلك المصادر لموقع "ميدل ايست افيرز" عن ان اردوغان بالضبط الكامل لقطاع غزة والتعهد بعدم انطلاق اي هجوم منه باتجاه اسرائيل والعمل على رفع مستوى العلاقات التركية الاسرائيلية الى اعلى درجات التنسيق السياسي والاقتصادي والامني فيما تتعهد تعهد اسرائيل باعطاء المؤسسة الدينية التركية اليد الطولى في ادارة شؤون المسجد الاقصى.
واكدت المصادر ان الادارة الاميركية كانت على اطلاع كامل بتطورات المفاوضات الاسرائيلية التركية، وكانت علمت من الجانب التركي مدى اهتمام اردوغان بالاقصى الذي يشكل بالنسبة له ورقة اساسية لمقارعة السعودية.
وتعليقا على الموضوع قال ريك باتلر وهو احد ابرز خبراء السياسة التركية في واشنطن" ان اردوغان يريد للاقصى ان يكون الكعبة التركية التي ستعطيه اوراقا اساسية في قيادة العالم الاسلامي" مضيفا "لطالما كان اردوغان يعتبر ايا صوفيا والاقصى حجر الاساس في التربع على عرش المؤسسات الدينية عند المسلمين، ليتمكن من استعادة الصورة الرمزية للسلطنة العثمانية التي يحلم باعادة ترميم صورتها".
ولدى سؤال المصادر الاميريكية عن معرفة الخليجيين بالمفاوضات التركية الاسرائيلية، ابدت المصادر عدم معرفتها ما اذا كانت الامارات على علم بالمفاوضات بين اردوغان والجانب الاسرائيلي واذا ما كان هذا الامر قد سرع الخطوة الاماراتية، بهدف قطع الطريق على اردوغان الذي اراد محاصرة الخليج بالتفاهم مع ايران وارساء تحالف استراتيجي مع اسرائيل.