فالبحر يشكل عالماً غامضاً وجميلاً يختلف عن العالم الذي نعيش فيه على اليابسة، والآثار هي عالم الماضي الذي يحتوي على معالم تاريخية واثار تروي قصصاً عن حضارات قديمة.
وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية فتحت الأبواب على مصاريعها أمام وسائل الإعلام التونسية والدولية لتكتشف العالمين.
وفي سياق الأبواب التي تفتحها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية كإطلالة على معالم التاريخ القابعة على اليابسة التونسية، فتحت أعماق البحار ليعيش الإعلام تجربة فشل في أن يعيشها أثرياء العالم في الغواصة تيتان مع تايتانيك.
عام مضى على أول تجربة للإعلام في اكتشاف الأثار المغمورة تحت المياه ضمن اليوم الإعلامي الذي تنظمه وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث، للتعريف بالتراث الثقافي المغمور بالمياه بالموقع الأثري سيدي الرايس، من ولاية نابل التونسية..فماذا تغير؟
المسوحات الأثرية لاستكمال اكتشاف المناطق المحيطة بموقع الداموس الكبير عرض ساحل سيدي الرايس ومنطقة الميناء القديم، والقيام بأسبار أولية لبقايا حطام سفينة كاربيس3 المتكونة من جرار فخارية إفريقية تعود إلى القرن الرابع للميلاد المكتشفة السنة الفارطة.. ليس هذا فقط فعلى الساحة الدولية هناك تحركات ومشاركات أخرى ...
هذا اليوم المفتوح هو فرصة للزوار لاكتشاف نشاط الغوص وممارسته، وعرض للأنشطة الأثرية المغمورة بالمياه التي تمّ إنجازها في إطار بحوث ميدانية، فهل تمهد تونس للسياحة الثقافية أسفل البحار؟؟
كما عرضت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية التجربة الافتراضية تثمين موقع بيلاو المغمور بالمياه بالتكنولوجيات الحديثة وهو تجربة فريدة من نوعها، لمن يهاب الغوص في أعماق البحار فإن المعايشة والمحاكاة متوفرة بأحدث وسائل التكنولوجيا.
وتعتبر تونس واحدة من الدول التي تحتوي على العديد من الآثار الأثرية المميزة، ولا سيما تلك التي تحتوي على الآثار المغمورة بالمياه، وتتوزع هذه الآثار المغمورة بالمياه في عدد من المناطق في البلاد.
وتشكل هذه الآثار المغمورة بالمياه جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والتاريخي لتونس، وتعتبر مصدر إثارة وجذب للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار.
ومن المهم الحفاظ على هذه الآثار والحفاظ عليها من الضرر والتلف، وتوفير الحماية اللازمة للمواقع الأثرية المغمورة بالمياه.
الغوص في البحر ومشاهدة الآثار عمل فني ورحلة بحث عن الذات، إذ يسمح للفرد بالخروج عن صخب الحياة اليومية والانغماس في بحر من السكون والهدوء والجمال، ما يمكن أن يوصله إلى حالة من الانسجام والتأمل.
وكما أن الفن يزيد من قدرة الفرد على فهم العالم ونفسه، فإن الغوص في البحر ومشاهدة الآثار يمكن أن يوسع آفاق الفرد ويزيد من معرفته بالعالم وتاريخه.