فاستخدام العرائس كشخوص ضمن العرض، وأداء بطلة العمل لطيفة لطيفي، التي سجلت عودتها، بعد غياب لمدة عامين، يؤكد أن يصنف ضمن مسرح الطفل، بينما كانت الفكرة، وما حمله أداء "سارق الألوان" الفنان كمال الزهيوي، من رموز، والتي تحتاج إلى قراءة خاصة، تضع قارئ المشهد أمام تصنيفه كمسرح للكبار، طبقا لحيثية استهداف الآباء، والبالغين الذين اصطحبوا أبنائهم إلى هذا العرض، لنرى أن الفكرة كانت بالذكاء الذي جعل من الإثنين معا، الآباء والأبناء هدفا ووسيلة، لا تستطيع التفريق بين هذا أو ذاك.
وإن كان"سارق الألوان" صنعه البشر بإهمالهم للبيئة، وأن إعادة رسكلة القمامة هي إحدى الطرق للقضاء عليه، إلا أن درسا صغيرا تم تمريره للأطفال، وهو تعريفهم ببعض الأدوات الموسيقية، وتصنيفاتها، تأكيدا لحكمة "علم الأطفال وهم يلعبون".
"العمل الأول يكون بالتمويل الذاتي وهذا ما يبرر النقص العددي للشخوص"... هذا ما قالته لطيفة لطيفي في ردها على سؤال لـ"الرؤية الإخبارية" حول اضطرارها للمشاركة في تحريك العرائس مما كان يدخل بعض الإرباك، الذي لا يلاحظه غير الناقدين، مؤكدة في هذا السياق، أن "الأعمال الموجهة للأطفال مكلفة جدا، لذلك اكتفت بإثنتين من العرائس وشاركت في تحريكها، ولو توفرت الإمكانيات، كان بالإمكان إضافة عرائس أخرى، وكذلك محركين لها".
مسرحية "سارق" الألوان تحكي قصة صاحبة الحديقة التي تعيش مع صديقتيها من العرائس، وفي أحد الأيام خرجت لتسقي ورودها، وهي ترتدي ملابسها بألوانها الزاهية، ومع هبوب الرياح يخرج وحش القمامة، الذي يسلبها كل ألوانها، ولكن الحارسة بالتفكير مع عرائسها للتخلص من هذا الوحش، اهتدت إلى فكرة إعادة تصنيع ورسكلة القمامة وتحويلها إلى أدوات موسيقية، تهديها للوحش الذي مقابل ذلك يعيد إليها ألوانها"..لتكون النهاية مع أكبر هدية، وهي "الحاوية".
ما يقارب الساعة كان "كان سارق الألوان" والموسيقى والأداء محل اهتمام الأطفال الذين حضروا لهذا العرض، بل وكان الأولياء أكثر شغفا لحرصهم على البحث عن سبب يؤكد لهم، من جهة، أنهم كانوا على حق عندما اصطحبوا أطفالهم إلى المسرح، ومن جهة أخرى، يحيي لديهم الأمل في أن الطفل لازال ضمن برامج الطبقة المثقفة، فوجدوا أنفسهم أمام كل ذلك وأكثر...
"سارق الألوان" فكرة ومساعدة في الإخراج، لطيفة لطيفي "حارسة الحديقة" التي شاركت البطولة مع كمال الزهيوي في دور "وحش القمامة" وقام بتحريك العرائس حسان الحناشي، ونص وإخراج ياسين عمار، وفي التوظيب العام: زينة الدرن، وصابر محواشي في توزيع الأغاني.