مسرحية "الرسالة" تدور أحداثها ومشاهدها حول تغيير النظرة إلى الاختلاف، من خلال إقدام مجموعة من الممثلين على تغيير عرضهم خلال اختتام مهرجان وذلك بعد تغيب مديره وكان أن قدموا رسائل عن قبول الآخر وجعل الاختلاف عنصر ثراء لا خلاف، فبمجرد الدخول إلى الركح واكتشاف غياب مدير المهرجان المتحدث عنه، تغير مجرى الأحداث لتنطلق أحداث المسرحية، وكأنك في مسرح داخل المسرح.
مضمون المسرحية كان واضحا، حيث تلمس طيلة 45 دقيقة – مدة العرض – سعيا إلى تقديم مجموعة من الرسائل عن قبول الآخر مهما كانت ديانته ولونه وعرقه، بيد أن أجمل ما في العرض الكيني، السينوغرافيا والإخراج، من خلال إضاءة أعطت رونقا لمختلف الوضعيات التي جسدها الممثلون على الركح.
والمساحة الأكبر لهذه الوضعيات كانت على متن قارب، وضعية ذكرت الجمهور التونسي بمسرحية "شقف" التي أنتجها مسرح الحمراء منذ سنتين، وأخرجتها سيرين قنون، وفي هذه الوضعية التي تجمع خلالها 04 ممثلين 02 منهم من الإناث و02 من الذكور، أحدهما سائق القارب، يحكي كل منهم أصله وبلده ومشاكله، لتكون النهاية لب الرسالة المراد إيصالها أن الإنسانية يمكن أن تتعايش رغم كل الاختلافات.
ما قدمه المسرحيون القادمون من كينيا، على الركح إخراجا وأداء للممثلين، يؤكد تطور التجربة المسرحية الكينية في السنوات الأخيرة وبمسرحية "الرسالة" استحق المسرح الكيني التواجد في هذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية، عندما قدموا مجموعة من اللوحات الجميلة بتقنيات متطورة تؤكد هذا المسار الجديد للمسرح في كينيا.