وهي مسرحية تنقد العنف المسلط على الإنسان في العالمين الدنيوي والآخرة، أحداث المسرحية تبدأ من الواقع تنقل الصراعات التي يعايشها الإنسان في العراق، صراعات مذهبية وعقائدية، صراعات بين العلماء وتجار الدين، صراع الأبيض والأسود، صراع العشائر والقبائل، ليتحول هذا الصراع إلى العالم الآخر وبتقنيات خيال الظل تكون الرحلة المسرحية إلى عالم البرزخ إلى عذاب القبر و عذاب الحساب ومساءلة الإنسان عما فعل وقراءة لصحائفه.
صوت القرآن يعلو في القاعة وعلى صوته ترقص الأجساد فالقران يصبح موسيقى له رقصته الخاصة، ربما يمكن تسميتها برقصة الموت أو رقصة الانتشاء حين تنفصل الروح عن الجسد، تتسارع نوتات الموسيقى وتتحول الأجساد إلى عالم آخر لتبدئ رحلة مساءلة أخرى.
في المسرحية الكثير من الترميز والشيفرات، نقد لحالات الصراع التي عاشتها بغداد منذ الأزل، نقد للخصام وعدم الوحدة، الأوراق البيضاء المرمية في القاعة كانها تاريخ البلاد الذي داسته أقدام أعداء العلم والفكر، هي أيضا صحائف الموتى يوم الحساب، اللون الأبيض يسيطر على العرض، بياض السلم المنشود وبياض الكفن وبياض اليد وخوائها من الوطن بسبب المشاكل والانتهاكات المتعددة.