في المسرحية يكون الصراع بين شخصيتين، صراع بين المتناقضات في المقبرة، صراع التفاؤل والتشاؤم، البياض والسواد الخير والشر والألم والأمل متناقضات عديدة تكتبها الشخصيات ليحدث الصراع بين شخصيتين أساسيتين هما زائر المقبرة المسرحية وهو شخص متفائل جدا، ودفّان لا يهمه إلا دفن الناس وإن كانوا على قيد الحياة، ويميل إلى التشاؤم.
الصراع بين الشخصيتين يتصاعد مع تقدم الأحداث فتتصادم الآراء وتتصارع الأفكار والاختلافات للوصول إلى نهاية مأساوية، وتكون النهاية قطع إصبع الشاب مقابل تركه يغادر المقبرة ليواصل حياته، لكن الدفان يتراجع عن قراره ويعطيه رفشا ويطلب منه حفر قبره بنفسه بعد إلباسه الكفن، تتواصل محاولات الشاب للنجاة لكن قسوة الدفّان تكون المسيطرة ليتم دفنه حيا كما دفنت آلاف الأحلام بسبب الحرب في ليبيا.
الصراع في المسرحية ليس اعتباطا بل هو نقل للصراع في المجتمع الليبي صراع البقاء والموت، صراح الحياة والفناء، صراع تضيع معه الأرواح أحيانا وتجهض فيه الأحلام أحيانا أخرى، صراع أبدعت الشخصيات في تقديمه من خلال سينوغرافيا مشوقة وحوار ممتع وأداء للمثلين جد مقنع.
اليوم الثامن للأسبوع كلمة مجازية كأنها رحلة البحث عن الشر الذي يسكن الانسان مجانا، شرّ وقسوة كقسوة الحرب على العزّل، الحرب التي يعيشها الإنسان الليبي منذ سنوات، حرب لا يعرف نهايتها أو أطرافها، حرب سرقت الأمل وحولت البلاد إلى مقبرة كبيرة لا تعرف فيها الحيّ من الميت.