يهذا المعرض الذي حرصت السينماتاك على تنظيمه تكريما ليوسف بن يوسف، هو معرض يسترجع أهم أفلامه وأعماله، لتذكير الجمهور ورواد السينما بما نقله الفنان من إتقان وصدق في العمل ليكون نموذجا للسينمائيين الشّباب.
حضر الافتتاح الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية، وعدد من السينمائيين والمثقّفين وعائلة مدير التصوير الراحل "يوسف بن يوسف".
صوره بالأبيض والأسود ملأت المكان، كلّ تفاصيل حياته، نظاراته، مسبحته، قلمه، آلة تصويره المفضّلة وحتى الكأس الذي يشرب منه، عرضت لمحبّيه من فنانين ومخرجين وجمهور، حيث حرصت زوجته التي كانت المشرفة على المعرض الذي يخلّد اسم يوسف بن يوسف، على أدقّ التفاصيل التي تهمّ جمهوره، ولم تنس حتى إقامة مجسّم تمثيلي لغرفته المفضلة في منزله.
يكشف المعرض كذلك عن أهم الأفلام التي ساهم فيها يوسف بن يوسف مثل "صمت القصور" و"موسم الرجال" لمفيدة التلاتلي و"عصفور سطح" لفريد بوغدير و"ريح السّد" و"صفائح من ذهب" للنوري بوزيد و"غدوة نحرق" لمحمد بن إسماعيل، بما يثبت أن هذا الرجل هو ركيزة من ركائز الصناعة السينمائية التونسية ومن مؤسسي العصر الذهبي لهذا القطاع حيث اشتغل في التلفزة التونسية على مدى سنوات كما درّس في أشهر المعاهد المختصّة في مجال صناعة السينما والصورة بفرنسا وتحصل على الجائزة الوطنية للآداب والفنون سنة 2007.
يقول عنه المخرج السينمائي السّوري "محمّد ملصّ" الذي اشتغل مع المصوّر الراحل:" بعد فيلم الليل، تحول يوسف من مصور سينمائي تونسي إلى شخصيّة روائية تتصدر ما كنت قد كتبته في سيناريو "سينما الدنيا" الذي لم يتحقق. فمن أحببنا لا يموت إلا حين نموت نحن". يذكر أن يوسف بن يوسف قد عمل مع عدد كبير من المخرجين من تونس وخارجها من بينهم السوري محمد ملص في فيلميه "الليل" الذي تُوّج بالتانيت الذهبي والوثائقي عن "صبري المدلل" "حلب مقامات المسرة" كما تعامل مع عبد الرحمان سيساكو في فيلمه "صبرية" الذي عُرض في مهرجان البندقية سنة 1997.