وبعد افتتاح راق لصابرين الجنحاني، تابعه جمهور قياسي أصر على التواجد منذ بداية صفاء السماء إلى اللحظات التي أبرقت وأرعدت فيها، جاء الكرنفال في اليوم الموالي من امام مقر ولاية بنزرت إلى المرفأ القديم بإشراف محمد بركاتي لتزدهي به شوارع المدينة بألوان الحياة ووجوه صافية.
ثم حضر"طرڨ" ليشعل شاطئ الميناء ويخرج بالتراث التونسي من جنوبه إلى العالمية ويلونه بإيقاعات روح الشباب وتهتز معه أرواح الحضور بكافة الأعمار وكل تفاعل ورقص على طريقته.
وعلى إيقاع "الطرڨ"، كان شوقي الهنشيري نجما بأغان التراث التونسي بتوزيعات عالمية وكان ميلادا جديدا لبعضه مثل "سوج الحمام" و"صالح يا صالح"، ولكنه كان ميلادا دون تعثر.
وجاء اليوم الثالث وقبل الأخير وعلى الميناء القديم بنزرت التقت الموسيقى الغربية بموسيقى السطمبالي القادمة من عمق تونس، وامتزجت خطوات الرقص العصري بخطوات "بوسعدية" الباحث عن ابنته.
وكان الختام مع الفرقة التونسية ايتما لإحياء أحدث حفلاتها الغنائية فى مدينة بنزرت، وهي من أبرز التجارب الموسيقية الصاعدة فى مجال الموسيقى البديلة التونسية.
أيتما تضم تكوينًا رباعيًا من الموسيقيين، يوسف سلطانة بعزف الدرامز، ومروان سلطانة بعزف البيز جيتار، مع بيانو سليم أرجون، وجيتار هادي فهيم، وتتعاون من حين لآخر مع المطرب نور حركاتى، الذى بدأ التعاون مع الرباعى منذ سنتين عبر ألبومه الأخير "هلواس".
وقبلها كان عرض شباب معهد الزهراء للموسيقى ببنزرت بإشراف لطفي الغربي إحدى نسمات الدورة الثالثة لمهرجان راست أنجلة، لما لا وهم براعم موسيقي جديدة تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، حيث قدموا عرضا دام حوالي الساعة.
ومهرجان "راست انجلة" للموسيقى البديلة ينشد المختلف ويصنع منه عروضا فرجوية تخاطب كل حواس المتفرّج.
ويقام مهرجان راست انجلة للموسيقى البديلة في إطار التشارك بين الفضاءات الثقافية الخاصة وبدعم من المؤسسات العمومية، حيث يشترك في تنظيمه المعهد الموسيقي الخاص "الزهراء" والفضاء الثقافي الخاص "الماجستيك".
ويهدف المهرجان إلى التأسيس لبديل ثقافي دافع التنمية والسياحة وتحريك المناخ الاقتصادي، وإعادة رسم الخارطة الثقافية للتظاهرات الموسيقية على المستوى الوطني على غرار أيام قرطاج الموسيقية و"سيكا جاز" و"جاز في قرطاج" وغيرها من المهرجانات الكبرى في عديد الجهات بهدف استقطاب جمهور واسع من كافة أنحاء الجمهورية.
كما يهدف إلى التعريف بنقطة رأس انجلة عبر تنظيم المخيم الفنّي، فضلا عن إحياء الفضاء العام وإكساء الساحات العمومية حلّة فنّية بهدف الترويج إلى ثقافة الحياة والأمل وتمكين فئات شعبية واسعة من استهلاك الثقافة والفن وممارستها.