ويضمّ الجناح التونسي خمسة أمثلة مستوحاة من الطبيعة وهي دار "هاي" نفطة والتي تقدّم صورة عن الانصهار بين المعمار والطبيعة، ودار "نجمة" توزر وفيها بعث حياة جديدة في منزل قديم، و واحة رجيم معتوق المشروع الذي عمل على إنشاء واحة جديدة في الصحراء، ذلك إضافة إلى تقديم خزّافة سجنان بنقل مهارة عمرها ألف عام أصبحت مؤخرا مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويقدّم الجناح فكرة عن قرية "كان" بمدينة بوفيشة، قرية الحرفيين التي تجعل من الماضي حاضرا ومستقبلا وتعمل على تطويع كل الصناعات التقليدية القديمة، من نسيج وخزف وحرف أخرى، في الزمن الحاضر لتستمر مع الإنسان مستقبلا.
وتمثّل هذه النماذج الخمس، التي تحمل خارج المحيط الجغرافي للبلاد صورة عن إبداع الإنسان داخل محيطه الطبيعي وبمكوناته الأولية، مثالا عن التقارب بين الطبيعة الأم والإنسان مما يجعلها طريقة مثلى ضدّ نسيان الأصل والجذور وذلك بإعادة إصغاء فعال إلى الطبيعة وإعادة تشكيل ماضي بعيد أو قريب برؤية حاضرة تؤسس لمستقبل يتصالح فيه الإنسان مع الطبيعة ويمهّد لاستمرار "الثقافة الطبيعية ونموها".
وتتيح الزيارة للجناح، فرصة لرواد المعرض لزيارة الواحات التونسية واكتشاف عدد من الصناعات التقليدية بأنامل صانعيها.
وتنتهي رحلة الزائرين إلى الجناح التونسي بتدريب على المهارة التونسية في تنمية ثقافة قائمة على كلّ ما هو طبيعي.
ولا يقتصر عرض المشاريع على الأغراض الترويجية ولكنه يمتد إلى نطاق أوسع، لتنبّه الأمثلة التخيلية في نهاية المطاف الزائر إلى ضرورة التساؤل عن مستقبله ومحاولة بناء تصوّر ذاتي وجماعيّ للتوازن بين الإنسان والطبيعة بالجمع بين الابتكار والعودة إلى الأصول كي يستطيع الإنسان الاستمرار في الأرض دون اختلال توازن أحد ركائزها الاثنين "الإنسان والطبيعة".
وتجدر الإشارة إلى أنّ ترينالي ميلانو هو إحدى أهم المؤسسات الدولية، تأسس في العام 1923 بهدف تحفيز الحوار بين الصناعة والفنون والمجتمع.
ويتمّ تنظيمه مرة كل ثلاث سنوات منذ أكثر من 80 عاماً، ويعمل على تنظيم المعارض وأهم النشاطات المتعلقة بالتصميم والفنون، والهندسة المعمارية، والأزياء، والأفلام، والاتصالات، وذلك في "المعرض الدولي" الكبير- ميلانوم.