أكدت مديرة الدورة خلال الندوة الصحفية أن مهمة كامل هيئة المهرجان شكل تحديا بالنسبة لها باعتبارها أول امرأة في تاريخ المهرجان تتقلد هذه المسؤولية.
وأفادت في نفس الوقت بأن هذا المنصب يعتبر تكريما من طرف وزارة الثقافة لمسيرتها المهنية الطويلة في المجال الثقافي.
و اعتبرت منيف أن الأهم في هذه الدورة هو اعطاء الفرصة للشباب الموهوب الذي لم يصعد على ركح مهرجان دولي في السابق, مضيفة أنه ليس للمهرجان هاجس تجاري بالأساس بل اتاحة الفرصة للمبدع والجمهور للتلاقي و تقديم الفرصة لهذا الشباب الحالم.
هذا وقد تدخلت كل من اقبال الحمزاوي المستشارة الموسيقية وعضوة هيئة المهرجان لتوضيح البرمجة الموسيقية وكذلك المسرحية شاكرة الرماح عضو هيئة المهرجان والمستشارة فيما يتعلق بالمسرح و الكوريغرافيا...
و اعتمدت البرمجة على عملية التنويع بين "الجاز" و "الريغي" و "الفادو"... و انفتاح هذه الانماط الموسيقية على التطور و التطوير و التبادل الثقافي, مشيدة بالفنان المتوسطي و الافريقي, الذي يحمل هذا الاخير تجارب فنية مذهلة.
أما فيما يتعلق بالعروض المسرحية, قالت منيف إن الدورة هدفها التواصل مع قامات أسست للمسرح التونسي و أجيال لاحقة مثابرة صاحبة رقي فني عال.
و صرحت المديرة العامة للمهرجان بأنها دورة "التحدي" بالنظر إلى المدة التي أعدت فيها هذه الدورة و برمجتها, فكل التعبيرات الفنية جاهزة.
ومن أهم محطات البرمجة المسرحية أيضا هي الاحتفال بخمسينية فرقة الكاف و تكريم للراحل المنصف السويسي بالعرض الاول لمسرحية "القادمون"
و تواصلا لما عاهدناه, يظل مهرجان الحمامات الدولي فضاء مسرحيا تقدم فيه أهم التجارب التونسية و العالمية, فسيكون الافتتاح مسرحيا بآخر إنتاج للمسرح الوطني التونسي ; مسرحية "خوف" لجليلة بكار و فاضل الجعايبي.
كما تفتتح الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي, المجال لتجارب مسرحية رائدة و مختلفة, و في هذا الإطار يتنزل عرض "الهربة" لغازي الزغباني من إنتاج فضاء الأرتيستو, و بين "حياة و موت" لهالة عياد من إنتاج التياترو, و "فريدوم هاوس" لشادلي العرفاوي, و "أنا برشا" لمجد مستورة, أربع تجارب لمبدعين تونسيين تؤسس لمسرح تونسي رائد مختلف و متنوع.
كما تستضيف هذه الدورة إنتاجا ايطاليا متميزا من إخراج "بيبود دالبونو", و هو عرض يعتمد على تقنيات الفرجة و الإبهار لطرح فلسفة الألم.
ومن أهم محطات البرمجة المسرحية أيضا هي الاحتفال بخمسينية فرقة الكاف و تكريم للراحل المنصف السويسي بالعرض الاول لمسرحية "القادمون" عن ديوان الزنج لعزالدين المدني و من إخراج سامي النصري.
عروض موسيقية...علاقة الحاضر بالماضي
عروضا تجمع بين التراث و التجديد, و بين الالتزام و الابداع, و بين النضال و المتعة, على غرار عرض "فاح العنبر"بين نجم الموسيقى الاندلسية و كاهن معبد المالوف التونسي زياد غرسة و من قسنطينة محمد عدلان الفرقاني
و يؤثث مهرجان الحمامات هذه السنة عروضا تجمع بين التراث و التجديد, و بين الالتزام و الابداع, و بين النضال و المتعة, على غرار عرض "فاح العنبر"بين نجم الموسيقى الاندلسية و كاهن معبد المالوف التونسي زياد غرسة و من قسنطينة محمد عدلان الفرقاني, و عرض للفنان للفنان اللبناني مرسال خليفة.
كذلك عرض ل "ديفا الشرق جاهدة وهبه" مصحوبة بالفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود, بالاضافة الى عرض للفنانة هبة طوجي بادارة موسيقية لأسامة الرحباني.
"نساء و نصف" هو ايضا عرض موسيقي جديد يقدم لاول مرة على ركح مسرح مهرجان الحمامات الدولي بمناسبة عيد المرأة للفنانة التونسية شهرزاد هلال.
عروض موسيقية شبابية
و اختارت الدورة 54 لمهرجان الحمامات الاعتماد على عروض موسيقية ممزوجة بروح شبابية و بموسيقى الكترونية مكسوة بكلمات نقدية لإيصال رسائل معينة و طرح قضايا المجتمع من حرية و حقوق و غلاء للمعيشة, بأسلوب فريد من نوعه مثل العرض المبرمجة للفنان "توماس دي بروكوري", و أحد أعلام الريغي الجماييكي "بروتوج", و الصربي أمير كوستوريكا صحبة بقية فريق أركسترا "ممنوع التدخين", و"ماء شفاف" للثلاثي "عمر سوزا و سيكوكايتا و كوستافو أوفاليس".
الاعتماد على عروض موسيقية ممزوجة بروح شبابية و بموسيقى الكترونية مكسوة بكلمات نقدية لإيصال رسائل معينة و طرح قضايا المجتمع
في نفس النمط الموسيقي نجد الهادئة "فايا يونان" و المبدع الاسباني المختص في آلات النفخ "كارلوس نونياز", و عروض أخرى للمجموعة المصرية "وسط البلد", و زياد الطرودي في "طريق المقام", و سفيرة الفن الافريقي "دوبي قناهوري " و "نردستان" لوليد و وداد بن سليم, و سفيان السعيدي في "مازلدا" الذي ينتج أغان ممزوجة بين "الفانك" و الشعبي المصري و موسيقى بوليود, و عرضا للبرتغالي صاحب الروح العاشقة "كاماتي".
كما قدمت هذه الدورة من المهرجان صنفا آخرا من الإبداع الموسيقي, ألا وهي التجارب الموسيقية المجددة على غرار عرض "2018yinna" للتونسي زهير قوجة, و "نحب البلاد" بقيادة الاوركسترا المعاصر لهشام العماري, و "من النوى" لجهاد الخميري و محمد علي شبيل, و "هلواس" لنور حركاتي و مجموعة "أيتما"’ و عرض للطبوع التونسية "عروق" لبدر الدين الدريدي, و طريق المقام لزياد الزواري, و عرض اخر لمزيج من موسيقى سطمبالي "دندري" لمحمد الخشناوي, و فريق "يوما" للثنائي رامي الزغلامي و صابرين الجنحاني.
الاختتام...مع سفيرة الغناء العربي
كل هذه العروض التي ستضيء الدورة 54 مهرجان الحمامات الدولي ستختتم بعرض للفنانة التونسية غالية بن علي, التي لقبت بسفيرة الغناء العربي, و التي تشتغل على نصوص صوفية و قصائد عربية قديمة و حديثة.
اختار مهرجان الحمامات الدولي في دورته 54 أن يثبت تمسكه بالهوية التونسية, فالافتتاح تونسي من خلال مسرحية "خوف" و الاختتام أيضا تونسي بعرض لغالية بن علي, و هي رسالة أرادت هذه الدورة أن تبعثها إلى عشاقها أن الفنان التونسي يجب أن يلقى الدعم حتى و إن كان معنويا خلال أكبر التظاهرات الثقافية.