مع التاسعة مساء احتل الجمهور المتنوع تونسيين وضيوفا من ايطاليا ومن مختلف الدول ، مدرجات المسرح التاريخي، لينطلق الحفل بعد نصف ساعة صمت محدق سكن أرجاء المسرح قبل أن تنطلق النوتات الموسيقية وتصدح بالنشيدين اللذين وقف لهما
الجمهور تقديرا
بقيادة المايسترو أندريا سيريتا ومقدمة من رافايلي دي فلوريو ، تربعت الأوبرا على خشبة المسرح، هي قصة ملك في أوج مجده علم أن عرشه في خطر . وبأزياء تعود إلى ذلك التاريخ القديم ، معاطف ضخمة وأسلحة شامخة، ملك وأمراء وكواليس قصور وجند ،وديكور رائع، تم إطلاق العنان لسمفونية فيها من البراعة ما يحرك الأبدان ويطرب الاذان . جاء الصوت من كل مكان جامعا بين الرقة والقوة، الغضب والسعادة تفاعل معها الجمهور الذي قدم متشوقا للفن الراقي ، الذي فوجئ برؤية عازفي الأبواق خارجين من المدرجات من بين الجمهور
عايدة، هي قصة عشق تتكشف بجرعات صغيرة بكل ما فيها من دقة فائقة وجمال طاغ. إنها الأوبرا في كل تجلياتها حيث تدمج الأزياء والرقص والصوت الجبار لتقديم لوحة جدارية متناغمة من الألوان والأصوات المخملية
العديد من مغني السوبرانو قاموا بتقديم أدوار البطولة في قصة عايدة، عازفون منفردون، مطربون وراقصون وإضافات نقلت الجمهور من الجم إلى ممفيس وطيبة في أيام الفراعنة ليحكوا قصة الحب بين عايدة، الأميرة الأثيوبية و راداميس ، ضابط مصري في زمن الحرب بين الشعبين
وهذه الأوبرا الشهيرة تم تنفيذها بطلب من الخديوي إسماعيل الذي أمر ببناء دار الأوبرا المصرية خصيصا لهذا العرض احتفالا بافتتاح قناة السويس وعرضت للمرة الأولى سنة 1871
هذا العمل الفني العظيم تطلب موارد بشرية كبيرة. إستغرق التحضير له عاما ونصف وتم اعداد الأزياء في تونس بإشراف أفضل مصممي الأزياء الإيطاليين.
محمد بوسلامة مدير الأوركستر السمفوني التونسي
العرض مر بنجاح تام، هذا العرض الأول في مسرح الجم، كما ترون المسرح غصّ بالناس ونحن ننتظر العرض الثاني في المسرح الروماني بقرطاج الذي نأمل مروره بنفس هذا النجاح الباهر، سنقوم ببعض التحسينات والاضافات للعرض الثاني وندعو الجمهور ليتابع عرضا لا مجال فيه للخطأ
رشيد قوبعة مدير أوركستر أصوات وأوبرا تونس
العرض ناجح على جميع الأصعدة، وأنتم ترون انطباعات وتفاعل الجمهور الحاضر، هو ثمرة عمل كبير بين التونسيين والايطاليين وسنواصله حتى بعد قرطاج
المايسترو أندريا سيريتا ، قائد الأوركستر
هذا العرض الأول في تونس، تلقينا تفاعلا مع الجمهور لا مثيل له وسافرنا معه إلى بلد الألف ليلة وليلة في سهرة لن ننساها وسنقدم الصورة المحسنة منها في مسرح قرطاج الذي نتوق للوقوف على ركحه العظيم،