ثقافات جبال العالم تتحد فوق جبل سمامة بتونس في مواجهة ثقافة الموت

رعاة الوساعية يحتفلون بعيدهم فوق سفح جبل سمامة، و بمسرح الفلاقة، على سفح سابع القمم الجبلية في تونس، اجتمعت جبال العالم، من كاتالونيا، الأرجنتين، أوكرانيا، تشاد، مدغشقر، فلسطين، جبال الكاربات في أوكرانيا، جبال الانديز في الإكوادور، جبال البريني جنوب غرب أوروبا بين فرنسا وإسبانيا وجبال الأوراس في الجزائر وغيرها من الدول التي أرسلت موسيقييها، وشعرائها سفراء لها في حرب ضد الإرهاب.

هم فنانون مولعون بالفنّ البدوي الأصيل وبنبرة الجبال الثقافية الداعية إلى التعلق بالهضاب والجبال، جاءوا لمشاركة رعاة سمامة فرحتهم بعيدهم الذي يحمل في طياته حكايات وعبر عن سكان الجبل الذين ظلوا متشبثين بأراضيهم وهضابهم تحديا لمحبي الموت وأعداء الوطن الذين استوطنوا جبالهم وزرعوها الغاما وحرموهم من خيراتها واستهدفوهم بالقتل والترهيب.

تونسيون سلاحهم الموسيقى والرقص يهزمون إرهابيي جبل سمامة

{vembed Y=1xpsdM2sasA}

كانت الموقعة الأولى مع غروب الشمس، وقتما تخرج جرذان الارهاب، حيث بدأت الدورة السابعة من مهرجان عيد الرعاة، التي اختير لها هذا العام شعار  جبال العالم تلتقي في سمامة ، وذلك بعرض فني ضخم يحمل عنوان نجمة كونية أثثه فنانون عالميون من أسبانيا (استر روكا)، والبنين (افسات لاموي)، والسنيغال (داودي نيانغا )، والأرجنتين (دوار سيفوري )، وأوكرانيا (اولغا بيريزا )، وغينيا (أمو أكياراتي)، وموريطانيا (ماما عايشة باثيلي)، وفلسطين (فرقة جفرا) والجزائر (فرقة النمامشة) وتونس (محرز العبيدي ) إلى جانب فناني ومبدعي جبل سمامة.

ومع الثنائي الكاتالوني، إستر وجوزيف كان عزف الجيتار، والرقص الإيقاعي، والشعر باللغة الإنجليزية، حيث تمايلت إستر بكامل تفاصيل الحياة على أنغام جوزيف ثم أخذت المصدع لتلقي شعرها مع اهتزازات ابت ألا تترك جسدها بينما تصاحبها الموسيقى.

عرض فرجوي للأطفال وموسيقى القصبة، والطبال ملئ بالحركة في رقصات البريك، على أنغام جبلية، بينما كان الجمهور مع الخالة مبروكة التي صدحت بصوتها العروبي في أغان فولكلورية بصوتها الجبلي، وأدت رقصات تفاعل معها الجمهور الحاضر، ليصبح مسرح سفح جبل سمامة ساحة للجميع كل في رقصة موحدة يشدون بعضهم البعض رافعي الايدي في تحد للإرهاب الذي يسكن السفوح المقابلة من الجبال.

وفي حراسة مشددة ورعاية العيون الساهرة للحرس الوطني التونسي تعاضدا مع الأمن الداخلي، انتهت الموقعة الأولى بإنتصار الحب والموسيقى والرقص ودحرت ثقافة الموت ورفعت رايات الحياة.

في موقعة ثانية وفي وضح النهار، وبينما خرج الرعاة بأغنامهم كانت الرقصات والموسيقى حاضرة ومعايشة كاملة من ضيوف عيد الرعاة من الفنانين والإعلاميين، لحياة الرعاة، وتناولوا معهم طعامهم من الخبز وزيت الزيتون، ليودعونهم على أمل اللقاء، بعد أن بثوا في أنفسهم حب الحياة والقوة على هزيمة الإرهاب، بعد جولة صباحية مع رعاة سمامة في الهضاب .

عيد الرعاة مهرجان ثقافي سنوي فريد من نوعه ينظمه المركز الثقافي الجبلي بقرية الوساعية التابعة لمدينة سبيطلة منذ سنة 2012، ويهدف المهرجان الذي بادر إلى تنظيمه المركز الثقافي الجبلي بالمنطقة واحدى الجمعيات البيئية الوليدة، إلى إيجاد تقاليد سياحية بديلة في المناطق الريفية الواقعة عند سفوح الجبال بهذا الجزء من تونس المعروف بعراقته حيث كان في الماضي مهدا للحضارة الرومانية.

 كما يعتبر المهرجان أول تظاهرة من نوعها في العالم العربي تحتفي برعاة تونس وتصالح بينهم وبين الموروث الثقافي والحضاري.

و تم تنظيم عيد الرعاة من فريق المركز الثقافي الجبلي بسمّامة، وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية، ومؤسـّسة رمبورغ، تحت شعار «جبـــــال العالم تلتقي في سمّامة».

{vembed Y=JF7wZUOKQ9A}

وقد نظمت مدينة تورناي البلجيكية حفل افتتاح رمزي لعيد الــــرّعاة التـونسي يوم الجمعة 27 أفريل تضامنا مع سكّان جبل سمّامة وقد حضر الهلالي هذه الاحتفالية و افتتح ندوة تورناي السّــــنوية بمداخلة عنوانها «المقاومة بالثقافة في تونس» كما استقبلته فرانس برال ابنة الفنّان البلجيكي الكبير جـــــاك برال ورئيسة مؤسّسته العالمية وحمل اليها هدية من نساء سمـــّامة تتمثل في نسيج مرقوم يحمل صور والدها الذي دافع بفنّه عن القضايا الإنسانية.

وتهدف هذه التظاهرة الثقافية الأولى من نوعها في الوطن العربي، التي يشرف على تنظيمها فريق المركز الثقافي الجبلي بسمامة ومؤسسة رامبورغ للفن والثقافة بتونس، بدعم من وزارة الثقافة، إلى الاحتفاء برعاة جبل سمامة وكل جبال البلاد التونسية وبصمودهم وتشبثهم بجبالهم رغم الفقر والتهميش والحرمان والإرهاب، وفق منظم المهرجان الناشط الثقافي أصيل الجهة عدنان الهلالي.