يقول المخرج محمد البكري: "هذا الفيلم هو حسرة ولوعة تجمّعت في صوره دموع النساء الأرامل والثّكالى، حاولت فيه أن أتنازل عن مشاهد الدماء والجثث، واكتفيت فقط بعرض جثة محروقة لشهيد فلسطيني وذلك لدواعي فنّيّة. وأنا نادم لاختراقي حرمة جسد شهيد فدى نفسه في سبيل وطنه."
أثار هذا الفيلم ضجّة كبيرة عندما وصل إلى قاعات "سينيماتك" القدس وتل أبيب، وتم منعه من قبل الرقابة العسكرية للسينما بحجّة التحريض على العنف والكراهية وانتهاك حرمة الجيش الاسرائيلي وبنسيج العلاقات بين العرب واليهود.
"سنعيش عيش الصقور ونموت موت الاسود، على كل اسرائيلي ان يعرف هذا" هي صرخة فتاة لم تتجاوز العشر سنوات، صرخة انتهت بدموع حارقة وعبرات تتخلّلها حروف تتجمّع في جملة واحدة: "لقد هدموا كل احلامي وآمالي. لقد رأيت اشياء لا استطيع الحديث عنها. حياتي بعد الآن انتهت، أنا لا أحيا بعد الآن."
فيلم محمد بكري هو وصف معقد لواقع المجتمع الفلسطيني. ورغم محاولته ان يكون انسانيا اكثر منه سياسيا، الا ان الفيلم لا يخفي نقده لحالة اليأس والخضوع التي يواجهها الشعب الفلسطيني بسبب قيادته. عن هذا العجز القيادي عبّر احد الشهود في الفيلم بقوله: "كل شيء يمكن اصلاحه الا هذا الشعور… كيف سيكون بإمكاننا العيش معهم الآن. لقد كانوا هم الخاسرين. في قلوبنا لم يعد لنا لهم سوى الكراهية، ولا ادري كيف سينجحون باقتلاعها؟".