"المهرجان الدولي لإيقاعات العالم"، يضم أبرز التجارب الموسيقية في مجال الإيقاعات من تونس امتدادًا إلى كوبا وصولًا للهند، ويستمر على مدار أسبوع، تستقبل حفلاته الرسمية خشبة المسرح البلدي في سوسة، إلى جانب مجموعة من اللقاءات والورش المشتركة والفعاليات الجماهيرية في الهواء الطلق.
حفل الافتتاح، سيكون بإمضاء الموسيقى الكوبية، وأبرهام ماناسفارول ومجموعته الموسيقية.
بينما تبدأ العروض الرسمية للحفلات الجماهيرية مع الفنان التونسي هشام مزقو وعرض "مزج"، وقبل الحفل صباحًا عرض شارع لفرقة "افريكا فاميلى"، ويليه في اليوم التالي صباحًا عرض شارع لفرقة حزب المهدية" يليها ليلًا العرض المنتظر لفرقة دوهاد الهندية "غجر راجستان".
ثم يحين الموعد مع الفنان التونسي مجد بوخضير في ختام اليوم الرابع للمهرجان، بينما يسبقه عرض جديد لحزب المهدية ومن قبله بساعتين مائدة مستديرة وندوة مفتوحة عن "الثقافة ومواجهة الإرهاب والتطرف"، وصولًا إلى الظهور الاستثنائي للموسيقى الإيراني حبيب مفتاح ومجموعته الموسيقى قبل ختام المهرجان بيوم، بينما يسبقه عرض "فرقة بعزيز" وندوة "فنانون ضد الفساد"، ليسدل الستار رسميا على فعاليات الكرنفال، بعرض شارع "طبال قرقنة"، ومن بعده الحفل الأكبر على طريقة برنس الإيقاعات التونسية عماد عليبى، وشو موسيقى مشترك مع فرقة دوهاد مساء السبت 23 ديسمبر.
المهرجان يتخطى بفكرته حدود انحصاره في فكرة الحفلات فقط، فالهدف الأساسي منها مثلما كشف أنيس بوفريخة، رئيس جمعية "نحن نحب سوسة" ورئيس المهرجان الدولي إثراء الثقافة الإيقاعية للجمهور العادي والمحترفين على حد سواء، بتقديم مزيج سماعي ومرئي يجمع بين "لقاءات" و"ورش عمل" موسيقية رسمية بين عدد من الموسيقيين المحليين ومنهم التجارب الجديدة في المجال بالداخل التونسي مع نظيراتها العالمية من الدول المشاركة، لفرصة تبادل الخبرات والرؤى الفنية، مع ري عطش "الشارع التونسي" للإيقاعات بوصلات موسيقى لايف لا تنحصر داخل مسرح، وإنما في الهواء الطلق عبر تسليط الضوء على فنون الشارع""street arts"، حيث يضم عددًا من العروض الجماهيرية الحية في عدد من شوارع سوسة تعطى الفرصة للفرق الصاعدة بالمجال.
كما يهدف المهرجان بجرعاته المركزة من الموسيقى الإيقاعية إلى تغيير الفكرة المتداولة عن هذا النوع من المزيكا بشكل عام، حيث إنه من النادر جدًا في المجال الموسيقى عامة تقديم فكرة إقامة مهرجان موسيقى متكامل يعتمد بالأساس على الإيقاع فقط، خاصة في العالم العربي، نظرًا للفكرة المجتمعية المتأصلة حول ماهية هذه الموسيقى باعتبارها فقط "طبلة ورق ورقص"، مع وصف فنانينها بـ"طبالين" دون التعمق في تفاصيل وأنواع المزيكا نفسها، مثلما أوضح عماد عليبى، المدير الفني للمهرجان، مع إصرار الإدارة المنظمة لها والمتمثلة في عليبى وأنيس على اختيار كلمة "التحدي" شعارًا للمهرجان، لما تمثله الكلمة نفسها من معنى رسالة الفن والموسيقى عامة باعتبارها الدرع الواقي ضد الإرهاب والتطرف الفكري بأنواعه، واعتبار الموسيقى الإيقاعية حمامة سلام تجمع مختلف الشعوب في "رقصة تهدئة" على وقع إيقاعاتها دون النظر لاختلاف لون وثقافة وفكر وجنسيات.