وتقدم دلال في الحفل الذي يرافقها فيه فرقة أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى بإشراف المايسترو محمد عثمان صديق وقيادة المايسترو جورج اسعد ميدليهات فلكلورية وتراثية، كما ستقدم اغنيتين جديدتين لأول مرة.
ويستحضر الحفل أغنيات لطالما كانت ماثلة في ذاكرة الناس الجمعية، وشكّلت الهوية الفنية لجيل كامل وسمعوها من أجدادهم، في مسعى لتوثيق الغناء الفلسطيني في مواجهة طمس الاحتلال لكل ما هو فلسطيني وسرقته ونسبته اليه، بحسب ما أشارت إليه في المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة "مهرجان جرش" لدلال مساء أمس وأدارته الفنانة الأردنية أمل الدباس.
ويشكل مشاركة 100 سيدة من فلسطين والأردن من حافظات التراث حدثاً استثنائياً يقدمن فيه لوحات تراثية غنائية من تراث وفلكلور بلاد الشام والعالم العربي، في مشهدية جديدة على فضاء "مهرجان جرش". وقالت دلال انها تشكر الأردن على احتضانها فنياً في المهرجان لتقديم الحفل الذي قد لا يتكرر مرة أخرى لصعوبة تنفيذ الفكرة، خاصة وان التحضير لها استغرق أكثر من ثلاثة أشهر، واشارت الى عرض "جرش" سيكون حماسياً تميزه "لمة العيلة" كما أيام زمان.
ولفتت دلال النظر إلى الصعوبات التي يتعرض لها الفنان الفلسطيني في سبيل ايصال صوته، والتعريف بقضية وطنه والدفاع عن ارضه وكرامته في مواجهة المحتل. وقالت: "يسعى المثقف الفلسطيني للدفاع عن أرضه بوسيلته التي يعرفها، فأنا أدافع بصوتي وغنائي عن الارض المغتصبة فأنا صاحبة حق أطالب به ما حييت".
ويأتي حضور دلال في "مهرجان جرش" ضمن جولة فنية عربية تقوم لها حاليا، بدأتها من المغرب، مرورا بـ"جرش" و"الحمامات" و"دقة" في تونس، قبل ان تحضر للأردن مجدداً للغناء في "مهرجان الفحيص" يوم الثالث عشر آب/ أغسطس 2022، وتختتم جولتها في "مهرجان القدس الدولي" في فلسطين في الثامن عشر من ذات الشهر.
وقالت دلال أنها تضع اللمسات الأخيرة على البدء بتصوير الموسم الثاني من برنامج "مشوار ستي" الذي يعرض على قناة "العربي 2"، وانها ستبدأ تصوير الحلقات من مدينة السلط الأردنية.
وشرحت: "نهدف في الموسم الجديد، حمل مدن وقرى فلسطين وتراثنا إلى المدن العربية التي تتشابه مع التراث الفلسطيني، واخترت بداية مدينة السلط كونها تمثل العمق الجغرافي لمدينة نابلس الفلسطينية".
وحول طريقة اختيار السيدات المئة اللاتي سيشاركنها الغناء في "جرش"، بينت دلال أنهن سيدات قياديات في أعمالهن، وقالت: "يوجد معنا طبيبات ومهندسات ورئيسة بلدية سابقة وأكاديميات واعلاميات، وتم اختيارهن وفق رغبتهن بالمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي، حيث لمست منهن محبتهن الغامرة وشوقهن لأرض فلسطين".
وأشارت دلال إلى أن السيدات سيرتدين في الحفل أثواب تراثية "كل منطقة فلسطينية لها ثوب خاص بها، وهو ما يقابله أيضاً في الأردن، حيث أن البعد الجغرافي لمدن نابلس والسلط، والكرك والخليل، واربد والناصرة، يجعل من القواسم المشتركة كثيرة جداً في اللباس والعادات وطريقة الكلام".
يشار الى ان دلال أبو آمنة هي فنانة فلسطينية، ودكتورة باحثة في علوم الدماغ وفسيولوجيا الأعصاب، وقد طافت معظم دول العالم بحفلاتها ومشاريعها الغنائية التي يأتي مشروع "يا ستي" على رأسها، وهو المشروع الغنائي الذي يعمل على استعادة الجلسات النسائية الفلسطينية قديماً، ويعيد تقديم الأغاني التراثية بمشاركة الجدات الفلسطينيات اللواتي تتجاوز أعمارهن الـ 70 عاماً، وقد حقق المشروع نجاح منقطع النظير وصل لإقامة أكثر من 100 حفل فني في فلسطين ومجموعة من الدول العربية والأجنبية.
إضافة إلى مشاركة مجموعة كبيرة تتخطى الـ 150 امرأة في حفلات المشروع واللواتي ينقسمن إلى نساء من الشتات الفلسطيني إضافة إلى نساء عربيات من الجاليات العربية في مختلف دول العالم. كما قدمت دلال في مشوارها الفني العديد من الأغنيات الخاصة وثلاث ألبومات غنائية، هي: "نور"، "عن بلدي" وألبوم "يا ستي".
وكانت قد أطلقت دلال بداية العام الحالي برنامجها التلفزيوني "مشوار ستّي" والذي يُعنى بإحياء التراث الغنائي العربي والفلسطيني عبر شاشة تلفزيون "العربي 2"، وزارت خلاله 13 مدينة وقرية فلسطينية، ولاقى البرنامج نجاحاً وتفاعلاً كبيراً في فلسطين والمهتمين بالتراث الفلسطيني.