وتتميّز هذه الدورة برسم لوحات غرافيتي عملاقة على ارتفاع 30 مترا سيشارك في تنفيذها أشهر فناني الغرافيتي في العالم على غرار الأمريكييْن "Eric Skotnes" و"Ryan Sarfati" والهولندي "Eelco Van Denberg" والبريطاني "Mr Cenz" و"Sittou Matthia" من الطوغو والفرنسي "Nadib Brandi" والغربي "Iramo Samir"، إلى جانب عديد الرسامين التونسيين.
وتحدّثت المديرة التنفيذية للملتقى حنان بالناجم، عن موافقة حوالي 5 آلاف عائلة على تزويق الجدران الخارجية لمنازلها بفن الغرافيتي، مؤكدة أن أهالي جبل جلود هم من بادروا بالاتصال بدار الثقافة شكري بلعيد جبل جلود لتحويل جدران البيوت إلى لوحات غرافيتي.
وقالت إن الغرافيتي هي الجزء الأكبر والأهم في هذه التظاهرة، مضيفة: "لذلك أقمنا مسابقة لأحسن عمل غرافيتي للفنانين الشبان وأخرى لأحسن عمل فني للأطفال.
وتتميّز الدورة الخامسة من هذا الملتقى تدشين مجسّم عملاق للشهيد شكري بلعيد على ارتفاع حوالي 5 أمتار، من إنجاز النحات سمير بن قويعة بدعم من الاتحاد العام التونسي للشغل. وسيتم تركيز مجسّم الشهيد شكري بلعيد بمدينة صفاقس يوم 13 فيفري المقبل، مع إنجاز جدارية في فن الغرافيتي، وهي تندرج في إطار توسّع مشروع DjDj Stress وانفتاحه على مناطق أخرى.
وتُقام لفائدة طلبة الفنون الجميلة وكذلك للمولعين بفن الغرافيتي مجموعة من الورشات التكوينية مع ضيوف الملتقى من الرسامين العالميين الذين سيمكنون المشاركين في الورشة من الاستفادة من التكنولوجيا وتوظيفها في فن الغرافيتي.
وأفادت حنان بالناجم أن الهيئة المديرة للملتقى بصدد التفكير في توسيع دائرة الشراكة مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية للعمل على انفتاح الدورات القادمة على بقية جهات الجمهورية.
وأكّد الرئيس الشرفي للملتقى عبد المجيد بلعيد في كلمته على أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى محاربة الإرهاب والتطرف والعنف بالثقافة، مشيرا إلى أن الشهيد شكري بلعيد كان مثقفا وشاعرا وارتاد دار الثقافة جبل جلود منذ صغره وكان من ضمن الناشطين في فضاءاتها.
وقال إن الدورة الحالية استطاعت استقدام أشهر الفنانين في مجال الغرافيتي، وقد اختاروا تونس كأول وجهة لهم على الصعيديْن العربي والإفريقي، وهي مناسبة للترويج لتونس ثقافيا.
وذكر المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس شاكر الشيخي أن هذا الملتقى الذي يكتسي صبغة دولية منذ سنتيْن (2020)، تزامنا مع الذكرى السابعة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد (6 فيفري 2013)، هو امتداد لشخصية شكري بلعيد الثقافية والفنية، مبرزا أن الشهيد لم يكن شخصية سياسية فحسب، بل كان أيضا رمزا في مقاومة العنف والإرهاب.